رأي

رعد حازم فضح تخاذلنا..

كتب صلاح سلام في “اللواء”:

رعد حازم واحد من عشرات آلاف الشباب الفلسطيني الذين يعيشون في المخيمات على أرضهم، لأن المحتل الغاصب. طردهم من قراهم، وهدّم بيوتهم، وأذاقهم علقم اللجوء والإذلال في بيئات لا تصلح لحياة بني آدم.

رعد حازم واحد من مئات آلاف الشباب الذين ولدوا بعد عقود من وقوع النكبة في فلسطين، وترعرعوا في عسف جيش الإحتلال، وذاقوا الأمرّين من إعتداءات المستوطنين الصهاينة المتطرفين، وشاهدوا بأم أعينهم جرائم الغدر والإغتيال لمواطنيهم الآمنين، شيباً وشباباً، نساءً وأطفالاً، وعايشوا إمتداد سرطان الإستيطان الذي فتك بمشروع دولتهم، وأعطب كل مشاريع السلام المزعوم، والذي بقيت إتفاقياته وقراراته حبراً على ورق.

وفي ليلة مباركة من ليالي شهر الحق والحكمة والرحمة، قرر الشاب إبن العشرينات من عمره، أن يُغادر مخيم الصمود في مدينة جنين الباسلة، ليثأر لوطنه، ولينتقم لآلاف الضحايا من إخوته، وليرفع صوت القضية عالياً، بعدما توهم البعض أنه خفت، أو كاد يختفي بإتفاقية من هنا، أو زيارة من هناك.

خرج رعد حازم من مخيم البؤس والمهانة والتعتير، ليرتقي إلى عالم النضال والدفاع عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وينتقل إلى جنات الخلود، ويبلغ مرتبة الشهداء الأبرار.

سلاحه الأقوى كان إيمانه بعدالة قضيته، وقراره بالإستشهاد على مذبح الوطن.

عندما إخترق كل الحواجز الأمنية، ووصل إلى أهم شوارع تل أبيب، أطلق رصاصات مسدسه الصغير بجسارة وبإحكام، غير مبالٍ بالصخب الذي كان حوله، وركض رعد بسرعة البرق نحو طريق الشهادة، خمسة كيلومترات إلى يافا، ليحقق أمنيته بأداء صلاة الصبح في أحد مساجدها، وليواجه بعدها رتلاً من جنود العدو بجرأة وبسالة، ويتابع طريقه إلى جنات الشهادة.

رعد حازم فضح، بعمليته المدوّية ببطولتها وشجاعتها، مكامن الذل والضعف والتخاذل في جسد الأمة، وإيقظ إرادات الصمود والمقاومة والدفاع عن الوطن، وأبعدنا عن سموم الهزائم وروائح الصفقات الكريهة.

لقد ذكّرنا هذا البطل أن الفجر الصادق سيبزغ من القدس، وأن شمس الأمة ستشرق من فلسطين، مهما طال أمد هذا الليل الأسود.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى