رأي

رصيف غزة.. مهمة طارئة أم ماذا؟

كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.

ممر بحري مائي عائم لمساعدة الغزاويين قد يكون بوابة لتهجير الفلسطينيين إما طوعا أو كراهية.

لا يمكن لأحد ايا كان ترتيبه ضمن الفاعلين في السياسة الدولية أن يمانع في إيصال المساعدات إلى أهالي غزة تحديدا والفلسطينيين عموما، ولكن حين تبارك هذه الخطوة دولة الكيان مع داعميها فإنه من البديهي القول ان الهدف الإنساني ليس أكثر من جسر عبور إلى تنفيذ مخطط قائم على تجويع السكان وجعل المنطقة (غزة) برمتها غير صالحة للعيش. وبالتدقيق واقعيا فإن الاحجام عن إدخال المساعدات ووضع العراقيل لمنع وصولها من قبل المحتل، ما هما إلا نقطة البداية لتجويع البشر، وتنفيذ مخطط التهجير إلى ما يسمى (الرصيف المؤقت)، والسؤال المطروح: لمَ لم توزع المساعدات المكدسة عند معبر رفح؟ علما أن ستة معابر متاحة!

الواضح أن تحجيم الدور المصري امر مقصود، والأمر الآخر الذي يثير القلق، ربما كان النية في إنشاء قاعدة عسكرية ثابتة بالتعاون مع الاطلسي، ليبقى القطاع تحت المراقبة.

إن الضغط الحاصل ليس تجربة أولى، ففي دول عدة حصلت ذات المشكله ولكن بسيناريو مختلف فاتجهت أنظار الأسر بأكملها نحو الهجرة.. وترك البلد وهو سيناريو أكثر من حقيقي اليوم مع الغزاويين. والدليل هو الترحيب الكبير الذي عبرت عنه رئيسة أوروبا في لارنكا بالمهاجرين.

جلّ حكومات الغرب تتمنى تقديم الدعم والعون لدولة الاحتلال وكل ما حصل من استدعاء لسفراء هذه الدولة وتبليغهم الاحتجاج والاعتراض على ما تقوم به دولتهم، وكل ذلك لا يعدو كونه تمثيلية لإسكات الشعوب في هذه الدول، وتمرير الخدمات بأمان.

من يُقنع الشعب المتضور جوعا وتشردا بعدم الذهاب رغم كل الصمود الأسطوري الذي ابداه؟

تتصدر اليوم نظرية المؤامرة كمفهوم تآمري شامل، وإلا ما كانت الأمور لتصل إلى هذا الحد، فوسائل إعلام كثيرة تضج بالتهم المتناثرة على سياسيين كثر، ويبدو أن الهدف جلي وواضح، إنه محاولة لتفريغ الأراضي الفلسطينية، وربما لجأوا أيضا إلى إنزالات عسكرية بحجة حماية المنطقة.

ومع ذلك فأنا على يقين بأن اهل غزة أكثر ثباتا وتضحية، وقد يقول قائل: ربما كانت الانتخابات الأمريكية هي الدافع لطرح هكذا مشروع بغية الفوز بالانتخابات، إضافة إلى أن دولة الاحتلال منهارة، وخسرت الكثير ومن دون تعويلها على الدعم لا يمكنها الاستمرار، ومهما كانت المعطيات فإن فكرة الميناء ليست بريئة، وهي فكرة لخدمة دولة الاحتلال بعد الطوفان الذي شكل صدمة للعالم أجمع، وبالتأكيد كل ما قيل لن يؤثر على محور المقاومة، ولن تسقط فكرة التحرير الشاملة ولن ننسى موضوع الأسرى الصهاينة.

كلام كثير يقال عما يحصل في غزة التي تجثو أيضا على بحر من الغاز وهذا ليس بالأمر الهامشي والعابر قطعا.

حماكِ الله يا فلسطين ويا أهل فلسطين وغزة الصمود باقية، فوعد الله حق ليس بعده حق.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى