رأي

رسالة إلى بني إسرائيل.. لن تجدوا ما يسركم في الاردن

نشر الكاتب الاردني نزار حسين راشد مقالاً في صحيفة “رأي اليوم” جاء فيه : “إذا كنتم تظنون أن الأردن مساحة إضافية، أو ملعب احتياط، تتمددون فيها، فقد أفشل الله مسعاكم، وخيّب خطاكم، وللأسباب الموضوعية والتاريخية التالية:

أعرف أنكم قد أعددتم هذا المشروع وصغتموه عند نقطة من الزمن ثم وضعتموه في الأدراج لحين مرغمةٌ.

الحق أقول لكم لقد مكر الله بكمُ منذ ذلك الحين، فلم يتوقف التاريخ عند تلك النقطة التي رسمتم فيها خارطتكم الخبيثة بخطوطها السوداء، وقد جرّدت يد الله خطتكم من زخمها وأفرغتها من مضامينها وأطاحت بمرتكزاتها ودعائمها وذلك ضمن سياق واحد هو تغير نوعية الوعي وليس ارتفاع منسوبه فقط، فالأردني الآن ينظر إليكم كمصدر تهديد لوجوده بالكامل، والفلسطيني حاقد عليكم أصلاً بفعل ما تقومون به كل يوم من تنكيل وتقتيل بلا إلٍّ ولا ذمة، وهكذا فالطرفان متحدان ضدكم مهما حاولتم زرعه من بذور الفرقة أو تخويف الإردني أن الفلسطيني سيبتلعه أو يسرق بلده ويحل محله، وهذا ما تحاولون الإيحاء به حتى توغروا الصدور وتخلطوا الامور.

الحق أقول لكم أن خطتكم اصبحت مفضوحة فلا مطمع لفلسطيني في الأردن لسبب بسيط جداً أن قلبه ملتف حول أقصاه ومشدود إليه وهو بانتظار أن تقوموا بخطوتكم الأخيرة حسب نيتكم المبيتة، وأن تهدموا حجراً واحداً فيهب ليهدم وجودكم كله، ومن سيكون ظهيره وعضده؟ الأردني طبعاً ، لأن هذا دينه ومسجده ومسرى نبيه كما هو للفلسطيني أيضاً والقدس مكانها في قلبه لم تتغير ولم تتبدل، فإن كانت للفلسطيني وطناً فهي للأردني قبلة ومحجاً ومهوى قلوب لم تتأثر بكل محاولاتكم لتحويل هواها ومهواها فهي ثابتة ثبوت الكعبة  والبيت الحرام لا فرق.

فالوشيجة السائدة الآن فوق كل وشيجة هي العقيدة ومحبة الله ورسوله ومسجده وقبلته الأولى.

وهناك ما هو أخطر فالصغير والكبير والمقمط في السرير يثق بوعد الله ويحفظ آياته وسورة الإسراء مطبوعة في كل قلب مسلم من أقصى المعمورة إلى أقصاها وليس فقط الواقفون على أرض الأردن أرض خالد وأبي عبيدة ومعاذ بن جبل وجعفر وزيد، إسالوا أهل الكرك الذي يصيخون إلى صليل سيوف مؤتة في هدأة الليل أو ضحوة الصباح.

الحق أقول لكم إنه لا أمل لكم أمام هذه العقيدة الصلبة والراسخة والضاربة الجذور في كل قلب مسلم” وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا”.

وأنتم لا تعرفون كيف يتعامل الشعب هنا بشقيه مع الأحداث فهو يلعنكم مع كل هجمة على حرمه المقدس ويلعنكم مع كل لفظة “هيكل” تطلقونها فلن يسمح لكم أن تطفؤوا قناديل القداسة وسرجها التي أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نمدها بالزيت لتبقى مشتعلاً أوارها ومضيئاً نورها.”: (يا رسول الله! أفتنا في بيت المقدس؟ فقال: ائتوه فصلوا فيه- وكانت البلاد إذ ذاك حرباً- فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله)].

اخيراً اقول لكم أن هذين الشعبين الأردني والفلسطيني مفترقان نعم لا بل إن في وسطهما ثقب أيضاً ولكنهما مفترقان كحدي مقص وما إن دققتم المسمار في ثقب الوسط بانتهاككم لبيت مقدسهم حتى اجتمعا كحدي مقص قاطع يحاصر خاصرتيكم فافتراقهما اجتماع وقوة!

أفرأيتم كيف يسخر الله بكم ويقلب سحركم عليكم؟ فطبّعوا ما شئتم مع من شئتم فقد تخربشون على السطح ولن تنفذوا بمهاتراتكم عن الإبراهيمية إلى القلوب، لأنها محصنة بآيات الله وقرآنه

والوعد قريب مهما أجلتموه أو أبعدتموه بأيديكم! فما هي إلا مهلة أمهلكم الله إياها فلم تقدروها حق قدرها ولم تحسنوا لمن أحسن إليكم بل غدرتم ونقضتم كمألوف عهدكم فانتظروا وعد الله وكلمته النافذة وقوله الحق الذي ما عداه باطل! فهل ستقولون عندها كما قال سيدكم سابقاً حيي بن أخطب بعد فوات الأوان” كتاب وملحمة كتبها الله علينا”

لا بل كتبتموها على أنفسكم بما اقترفت أيديكم “فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى