رسائل صاحب السمو الإصلاحية
كتب فيصل الدحام الحربي في صحيفة السياسة.
كلمات سيدي صاحب السمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد الصباح، أطال الله في عمره، في خطابه أمام مجلس الامة أثناء القسم في توليه مسند الامارة، كانت بلسما يداوي جراح الامة والوطن وخارطة طريق لكويت جديدة، حملت رسائل إصلاحية جريئة، ومختلفة عن سابقاتها، للسلطتين التنفيذية والتشريعية.
خطاب سيدي صاحب السمو جاء كالمنقذ مما تمر به البلاد من حالة للفوضى والترهل، الإداري والمالي والاقتصادي، وبارقة أمل لبداية عهد جيد من الإصلاح الشامل للدولة والمجتمع، كما أنه جاء مبشراً بكلماته التي كانت كالسيف المصلت على رقاب آفة الفساد والافساد التي نخرت المجتمع، فيما زمن الفوضى والفساد الذي استشرى في مختلف أرجاء الدولة وصولا الى الاستجوابات المدفوعة، وفق أجندات غير وطنية ظاهرها إصلاحي، وباطنها حسابات شخصيه ضيقة، وهذا قد ولى الى غير رجعة.
من الذي لا يريد الإصلاح، هم قلة من بعض الفاسدين السياسيين والانتهازيين، وبعض اعضاء مجلس الأمة، الحاليين والسابقين والمتنفذين، هؤلاء حريصون على ان يبقى الوضع كما كان عليه، لانهم ببساطة منتفعون من ثروات الوطن بفسادهم، وتجيير القوانين او كسرها على حساب الوطن والمواطن، وكان لابد من وقف هذا العبث الذي طال البلاد والعباد، الى أن جاءت كلمات سمو الأمير، التي كانت زلزالا مدمرا على اركان الفساد والمفسدين.
أخيرا نستطيع القول: إن كسر سيدي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لكلمات المجاملة التي اعتدنا عليها، يؤشر الى أن العهد الجديد من الحكم سيكون مختلفا عن سابقيه، وإن اجتمع فيهم جميعا حب الوطن والمواطن، الا أن هذا العهد سيكون بالتأكيد عهد حزم وقوة، قوة الحق والعدالة التي نريدها جميعا.