
إفتتاحية رأي سياسي …
بدا واضحاً مما جرى في مدينة الاعتدال صيدا بأن لبنان ليس بخير ،حيث طغى الانقسام على المشهد الخطير الذي برز عند الشاطئ العام قبيل بدء الموسم السياحي، حيث من المتوقع أن يزور البلد أعداد كبيرة من المغتربين والسياح …وهنا يطرح السؤال : ألم تعرف البلدية بأن القرار يجب أن يؤخذ في بلد الحريات ولكل شخص حريته الخاصة قبل زرع الفتنة بين المواطنين ؟
وحول ما حصل في صيدا، رأى وزير السياحة وليد نصار أنه “حدث محصور ووزير الداخلية اتخذ الإجراءات اللازمة ، طالباً من رئيس بلدية صيدا التراجع عن القرار الذي اتخذه لأنه غير قانوني وهو لا يمكنه ان يتخذ قرارا بشاطئ عمومي تمتلكه الدولة”.
ومن صيدا الى عرمتى، رسالة للداخل والخارج … مناورة عسكرية للمقاومة في ذكرى عيد التحرير ، بالذخيرة الحية في أحد معسكراته في الجنوب بمحاذاة معلَم مليتا بمشاركة مقاتلين من مختلف الاختصاصات العسكرية حيث تم استعراض أسلحة وصواريخ وآليات.
أصوات اطلاق النار من المناورة وصلت أصداؤها الى الأراضي المحتلة وسمعها العدو الإسرائيلي ، كما وصلت أصداؤها الى الداخل اللبناني ، حيث لا بوادر لتحرير الملف الرئاسي من عقده قبل ذكرى تحرير الجنوب، رغم ان الحوار حوله والتفاهم عليه والاستفادة من المناخات الايجابية التي تشهدها المنطقة تصبح اكثر الحاحا، وكذلك التنبيه من تضييع الفرص بانتظار الاشارات الخارجية التي لا خير فيها ولا منافع.
وقد تكثفت الاتصالات واللقاءات على الخطوط كافة، لا سيما القوى المعارضة لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في المقابل يركز فريق الثنائي حركة أمل وحزب الله جهوده على تأمين أكثرية نيابية مرجحة لتوفير الظروف السياسية الداخلية والخارجية لانتخاب فرنجية ، فيما قال النائب الان عون في حديث تلفزيوني ،إنّ المحاولة الاخيرة لم تؤد الى خواتيم ايجابية بما خص التوافق مع المعارضة لان توقعات كل فريق مختلفة عن الآخر.
وأسف البطريرك الماروني لخنق المسؤولين السياسيين فيهم صوت الضمير وصوت الله وتم اسكاته بمصالحهم الشخصية. بدوره متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده رأى اننا لا نزال نجد من يعبد أصناما متمثلة بزعماء أو بمصالح مادية وكراس ينخرها سوس الفساد.
حكومياً ،يشهد السراي عند الرابعة عصر اليوم لقاء وزاريا تشاوريا حدد موعده منذ الثامن من الحالي للبحث في ملف عودة النازحين السوريين لكن التطورات القضائية المتعلقة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ستفرض نفسها على اللقاء بعد تسلم لبنان الاشارة الحمراء من الانتربول بشأن سلامة.
الى ذلك ، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أن “القضاء اللبناني تبعاً للأصول وكون رياض سلامة لبناني الهوية عليه أن يستدعي الحاكم للإستماع إليه واتخاذ القرار بشأن تسليمه من عدمه”. ولفت الى أنه “لا نرى أن احتمال امتثال رياض سلامة أمام القضاء الفرنسي “ساقط” بل هو ضروري في حال قرر القضاء اللبناني ذلك”.
واضاف، “نحن كوزارة الداخلية من الطبيعي أن ننفذ القرار الذي يتخذه القضاء اللبناني”.ورأى مولوي أن “شروط إقالة الحاكم غير متوافرة حالياً لكن من الأفضل والواجب أن لا يكمل في مهامه لخطورة النشرة الحمراء وحفاظاً على سمعة لبنان”
أما ديبلوماسيا فقد ترك اعلان البحرين استئناف التمثيل الديبلوماسي على مستوى السفراء مع لبنان ارتياحا كبيرا، لما تشكله عودة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية كافةالى لبنان من رسالة ايجابية في هذا الظرف الصعب الذي يعانيه سياسيا واقتصاديا.