رزق: “حزب الله يدير المعركة بإتقان وكفاءة”
رأى الدكتور عماد رزق في لقاء حواري ان “معركة سيف القدس غيرت المعادلة التي كانت قائمة، ففيها توحدت قوى المقاومة في غرفة عمليات مشتركة، وتوزعت الأدوار لعدم كشف القدرات الصاروخية وما تمتلكه من طاقات وما تختزنه من جهوزية”، معتبرا ان “الحرب على غزة معدة سلفا وخُطط لها سابقا، وهي جزء من خطة اميركية للمنطقة لضمان هيمنتها السياسية والاقتصادية وحماية الدور الوظيفي للكيان الاسرائيلي وأمنه، ولم تكن مرتبطة فقط بعملية طوفان الأقصى التي انتهت عند الساعة الحادية عشرة من السابع من أكتوبر، لتطلق اسرائيل مباشرة معركة السيوف الحديدية التي أعلنتها حربا على غزة وجبهات المقاومة وساحاتها”.
وذكر انه “في حرب ٢٠٠٦ على لبنان كان هدفها المعلن اميركيا، ولادة شرق أوسط جديد بقيادتها، قائم على تجزئة المنطقة ومنح العدو دورا مركزيا”، مشيرا الى أن “حرب غزة تقوم بها اميركا بكل شيء وهي التي تقاتل بشكل رسمي ومباشر ولكنها تقوم بإعماء في الباطن والسر”، منوها بأداء “المقاومة الفلسطينية التي اعتمدت استراتيجية الاحتواء ومن ثم الالتحام، بينما العدو كان يتوقع عدم صمودها لأكثر من شهر، وها هي بعد مئة يوم ما زالت تمتلك المبادرة”.
وكشف ان “ما استخدمته المقاومة من قوتها حتى الآن أقل من ١٧ % وهي بقيت تؤمن اللوجستيات من مخزونها الإستراتيجي، وما زالت القيادة والسيطرة قيادة مركزية، مع الإقتصاد في استخدام الترسانة الصاروخية”، لافتا إلى “كسب المقاومة معركة الصورة التي تسجل حقائق التصدي وتدمير الآليات وقتل الجنود”.
وعلى جبهة القتال اللبنانية، اعتبر رزق أن “حزب الله يدير المعركة بإتقان وكفاءة، يستخدم صواريخ موجهه افقيا، ومسيرات انقضاضية، يستهدف مواقع استراتيجية، وحتى الآن لم يستخدم البنية العسكرية التحتية للمقاومة، والعدو رغم محاولاته استدراج المقاومة لمعرفة خططها وأوراقها التي تحتفظ بها لمواجهته وكيف تتصرف، فقد فشل في تحقيق ذلك”.
وأوضح أن “الاشتباك على الحدود منع العدو من اقامة استحكاماته وتحصيناته”، لافتا الى ان “العدو لطالما جزم ان التهديد الحقيقي وخراب اسرائيل سيكون من الشمال اي في حربه المتوقعة مع المقاومة في لبنان، ولذلك ستتوسع الحرب والعدو يتجه لخوض حرب مباشرة بعدما استنفد كل محاولاته السابقة من فتن وحروب داخلية لبنانية، وحرب إرهاب وحرب اقتصادية، والحرب المباشرة هذه ستكون أكبر من معركة وأقل من حرب”.
وكشف ان “السفيرة الاميركية السابقة في لبنان دوروثي شيا أبلغت جهات لبنانية ان ما هو مسموح في هذه الحرب من سقوط للضحايا لن يزيد سقفه عن ٥٠٠ ضحية لبنانية”، معتبرا أن “ما جرى في مطار بيروت من قرصنة واختراق هو محاولة فتنة بين اللبنانيين”، متوقعا ان “نشهد وللمرة الأولى الجيل الخامس في الحرب المتوقعة حيث استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في التشويش وبث الفتن واختراق المنظومات الالكترونية”.
وحذر من “الاستخفاف الأمني لأن المرحلة الثالثة من الحرب وهي استراتيجية الألف طعنة التي وضعها الموساد، بدأ بتنفيذها، وهي مرحلة الاغتيالات في كل ساحات المواجهة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وآخرها اغتيال القائد الجهادي الحاج وسام الطويل (جواد) وهو اغتيال لن يزيد المقاومة في لبنان إلا قوة وعزيمة وقد سبقه اغتيال قادة آخرين ودلت الامور ان المقاومة ولادة”.
وأكد “جهوزية المقاومة في الدفاع عن وطننا، والقادم من الأحداث والتطورات الميدانية سيشكل علامة فارقة وهامة للمقاومة في لبنان، وسيتفاجأ العدو بإمكانيات المقاومة وبحجم المعلومات التي تمتلكها”.
وشدد على أن “المشهد سيتطور والأمور ستتدحرج والمقاومة محور الاشتباك، الصراع كبير والتوازنات تغيرت”، وقال: “نعرف اننا سندفع اثمانا كبيرة وتداعيات اقتصادية لكن مشهد وطننا سيتغير ومستقبله هو الأساس”.
بعد ذلك كانت مداخلات من المشاركين الذين طرحوا اسئلة وهواجس.