رئيس مصرف الإسكان اللبناني: الموافقة على 1300 طلب قرض

كشف رئيس مجلس إدارة مصرف الإسكان في لبنان، أنطوان حبيب، في مقابلة مع “العربي الجديد”، عن مباحثات متقدمة مع دولة قطر لتأمين قرض سكني بقيمة 100 مليون دولار، يُخصص جزء منه لدعم المتضررين من العدوان الإسرائيلي…
وهنا نص المقابلة:
*كيف أثر انتخاب رئيسين للجمهورية والحكومة بعد فراغ في السلطتين على العلاقات بين لبنان وقطر؟
انتخاب رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام، أعاد فتح قنوات التواصل بين لبنان ودولة قطر، ومصرف الإسكان كان على تواصل مسبق مع السفير القطري في بيروت، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، لتأمين مواعيد مع الجهات المعنية في قطر بهدف طلب قروض سكنية مخصصة لذوي الدخل المحدود والمتوسط. وتم التشاور معه حول آليات منح قروض لمصرف الإسكان، لا سيما في ما يتعلق بالمنازل المتضررة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.
ما هي أهم تفاصيل القرض الذي اقترحته قطر لدعم المتضررين من العدوان؟
الدولة القطرية اقترحت في المرحلة الأولى منح قرض بقيمة 100 مليون دولار، يتم عبره تقديم قروض تتراوح بين 10 آلاف و50 ألف دولار للمتضررين، مع فترة سداد تمتد إلى 15 سنة، وسنتين فترة سماح.
ما شروط الاستفادة من قروض مصرف الإسكان؟
القرض سيكون إمّا لشراء منزل مساحته أقل من 150 مترًا، أو لبناء منزل على أرض يملكها المقترض، كما أن المدخول يجب أن يكون بين 500 وألف دولار بالشهر لمن يرغب بالاستفادة من القرض المخصص من ذوي الدخل المحدود، أمّا أصحاب الدخل المتوسط فيجب أن يكون دخلهم ما بين 1500 وألفي دولار.
على ماذا نصت الاتفاقية الأولية بين مصرف الإسكان وصندوق قطر للتنمية؟
زار مسؤولو مصرف الإسكان قطر والتقى مدير عام صندوق قطر للتنمية، محمد فهد السليطي، حيث تم التوصل إلى اتفاق أولي بمنح المصرف 50 مليون دولار سنويًا على مدى عدّة سنوات، بشرط موافقة مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية ومجلس إدارة مصرف الإسكان.
وبحسب الاتفاق، سيُمنح المقترض قرضًا بقيمة 100 ألف دولار على مدى 20 سنة بشروط مشابهة لتلك المعتمدة في قروض الصندوق العربي، وتُسدد على مراحل، بالإضافة إلى أن المبالغ المقدمة من قطر ستُودع في البنك الوطني، ويقوم مصرف الإسكان بسحب ما يحتاجه من هذا الحساب وفق الحاجة.
هل يستطيع الشباب اللبناني الحصول على قروض في ظل الرواتب المتدنية؟
عملياً مصرف الإسكان لا يمنح هبات بل قروضًا، وبالتالي يجب أن تكون الرواتب كافية، وهو مؤسسة خاصة يملكها القطاع الخاص بنسبة 80% والقطاع العام بنسبة 20%، وهو نموذج للشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما أن القطاع الخاص يوفر خبرات وتقنيات متقدمة لتطوير مشاريع الإسكان ويحسن في عامل الكفاءة أو مستوى السكن ويؤمن فرص عمل متعددة في كل القطاعات التي تتفق مع مشاريع البناء.
كيف تعمل المنصة الإلكترونية لمصرف الإسكان وما هو عدد الطلبات المقدمة؟
قدم حوالي 28 ألف شخص طلبات عبر المنصة الإلكترونية التابعة للمصرف، وقد بلغ عدد الطلبات المكتملة حوالي 3800 طلب، فيما تمّت الموافقة على 1300 طلب حتى الآن. وستُبحث تفاصيل قرض بقيمة 400 مليون دولار، منها 300 مليون لذوي الدخل المحدود والحاجات الخاصة، و100 مليون دولار للمتضررين من الحرب الأخيرة، مع الإشارة إلى أن هذه المبالغ لا تشمل المنازل المدمرة كليًا بانتظار إجراء مسح شامل للأضرار.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إلغاء جميع الطلبات الورقية في فروع المصرف، وباتت جميع الطلبات تُقدم حصريًا عبر المنصة الإلكترونية، ويتلقى المتقدم الجواب بالموافقة أو الرفض عبرها.
ما هي أبرز القضايا التي تم بحثها مع الحكومة الجديدة؟
خلال اللقاء مع رئيس الحكومة نواف سلام، عُرضت عليه الإنجازات التي حققها مصرف الاسكان لغاية اليوم، ولا سيما حصوله على قرض من “الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي” بمبلغ 50 مليون دينار كويتي، أي ما يعادل 165 مليون دولار. وشددنا خلال اللقاء على أهمية هذه القروض في دعم الشباب ومنع هجرتهم من وطنهم، وأكدنا للرئيس أن أي لبناني في الداخل أو الخارج يمكنه التقديم على قرض سكني دون أي ضغوط، ومن هنا ننتظر التعاون مع الحكومة في هذا الملف.
هل من تحديات تواجه تقديم القروض في لبنان؟
على رغم الإيجابية في المبادرات الجديدة، تبرز الحاجة إلى تعزيز الشفافية في آليات توزيع القروض، وضمان العدالة في الوصول إليها، لا سيما في ظل الشكاوى المتكررة من الزبائنية والمحسوبيات في المؤسسات العامة. وتكمن أهمية المنصة الإلكترونية لمصرف الإسكان في كونها خطوة نحو الحد من الوساطات وتسهيل الإجراءات، مع ضرورة تعزيز الرقابة المستقلة لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي.