رئيسة المكسيك تعرب عن ثقتها في التوصل لاتفاق تجاري «جيد» مع أميركا

أعربت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم عن ثقتها في التوصل إلى اتفاق تجاري جيد مع الولايات المتحدة، وذلك خلال احتفالها بمرور عام على تولّيها الرئاسة.
وتوافد الآلاف إلى ساحة زوكالو الرئيسية في مكسيكو سيتي؛ للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية مع شينباوم، التي كانت أول امرأة تتولى الرئاسة في المكسيك في أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وفي الساحة التي ازدانت بالأعلام الوطنية، انتشرت فِرق تعزف الموسيقى وأكشاك تُقدم الطعام والهدايا التذكارية، مساء الأحد، بينما أُطلقت بالونات تحمل رسائل دعم للرئيسة اليسارية، البالغة 63 عاماً.
وحققت شينباوم شعبية عارمة في عام واحد نتيجة سياساتها الاجتماعية السخية وعدم إذعانها للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على منتجات المكسيك، واتخاذ إجراءات عسكرية على الأراضي المكسيكية ضد عصابات المخدرات.
وخاطبت شينباوم الحشد قائلة «أنا واثقة بأننا سنتوصل إلى اتفاق جيد مع الولايات المتحدة وجميع دول العالم الأخرى فيما يتعلق بالتجارة»؛ في إشارة إلى اتفاقية ثلاثية مع الولايات المتحدة وكندا ستكون قيد المراجعة، العام المقبل.
ويذهب أكثر من 80 في المائة من صادرات المكسيك إلى الولايات المتحدة، لذا فإن هذه الاتفاقية تُشكل أهمية بالغة لاقتصاد البلاد، كما أنها أساسية لإمداد شينباوم بالأموال اللازمة لتمويل خُطتها للرعاية الاجتماعية التي وصفتها بأنها «الأكثر طموحاً في تاريخ المكسيك».
وعدَّدت شينباوم المزايا التي يتمتع بها نحو 21 مليوناً من سكان البلاد، البالغ عددهم 130 مليون نسمة؛ من مزارعين وطلاب ومتقاعدين.
وبلغ إجمالي استثمارات الحكومة في هذه البرامج الاجتماعية نحو 54.3 مليار دولار، هذا العام، أيْ ما يعادل 12 في المائة من ميزانية البلاد، مع مبلغ مماثل مخطط له لعام 2026.
وقد حققت برامج شينباوم للمعاشات التقاعدية والمِنح الدراسية والمساعدات المالية نسبة تأييد تجاوزت 70 في المائة، وفقاً لثلاثة استطلاعات رأي نُشرت الأسبوع الماضي.
ولا تزال شينباوم تستند في سياساتها إلى انخفاض مستوى الفقر الذي بدأ في عهد سَلفها ومُرشدها السياسي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وفقاً لاستطلاعات الرأي. وجرى انتشال ما لا يقل عن 8.3 مليون شخص من براثن الفقر في المكسيك بين عاميْ 2020 و2024.
لكن استطلاعات الرأي نفسها، التي أُجريت لصالح صحيفتيْ «إل باييس» و«إل فينانسييرو»، أشارت إلى أن شينباوم أقل في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والحفاظ على استقرار الوضع المالي بالمكسيك.
ومن المتوقع أن ينمو ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية بعد البرازيل، بنسبة 0.5 في المائة فقط، هذا العام، وبحد أقصى 1.4 في المائة خلال عام 2026، وفقاً للخبراء والبنك المركزي المكسيكي.
وما يزيد من معاناة البلاد أيضاً انخفاض التحويلات المالية التي تأتي بالكامل تقريباً من الولايات المتحدة. ففي أغسطس (آب) الماضي، سجلت المكسيك انخفاضاً، للشهر الخامس على التوالي، في هذه التحويلات، وسط حملة ترمب الشرسة لترحيل المهاجرين.




