دور الأسلحة النووية في العلاقات الدولية

عن الدور السياسي للأسلحة النووية، كتب مدير معهد الاقتصاد العسكري العالمي والاستراتيجية في المدرسة العليا للاقتصاد، دميتري ترينين، في “بروفيل”:
العالم متعدد الأقطاب هو عالم نووي متعدد الأقطاب. وبالنظر إلى المستقبل، يمكن توقّع عدة اتجاهات. أولًا، هناك تصعيد وانتقال من الردع النووي السلبي إلى ردع نووي نشط في أوكرانيا؛ ثانيًا، إحياء القضية النووية في أوروبا- بدءا من تعزيز الإمكانات النووية لدى إنجلترا وفرنسا إلى محاولات توسيع الضمانات النووية لباريس، ورغبة دول أخرى- ألمانيا وبولندا- في الوصول إلى التخطيط النووي، وربما الأسلحة النووية، بما يدعم خطاب كييف النووي؛ ثالثًا، الأزمة العميقة في نظام منع الانتشار النووي (تراجع الثقة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب الموقف الموالي للغرب وإسرائيل الذي اتخذته اعشية الهجوم على إيران)؛ رابعًا، استعادة البرنامج النووي الإيراني خارجة عن سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ خامسًا، استعداد طوكيو وسيئول لوضع سيضطران فيه إلى التخلي عن المظلة النووية الأمريكية وبناء مظلتهما الخاصة. إذا خاب أمل تايبيه أيضًا في الحماية العسكرية الأمريكية، فقد تسلك تايوان طريق امتلاك “قنبلة نووية”.
مما سبق، يمكن استنتاج التالي: لن يصبح العالم النووي متعدد الأقطاب أكثر هدوءًا وقابلية للتنبؤ إلا بتعزيز نظام الردع المتبادل، وبالتالي الاستقرار الاستراتيجي. إلا أن الاستقرار الاستراتيجي في هذا العالم يتطلب استبعاد أي حروب، ليس النووية والتقليدية فحسب، بل والحروب بالوكالة، بين القوى النووية. وإلا، فإن خطر استخدام الأسلحة النووية والانزلاق إلى حرب نووية قد تتحول في نهاية المطاف إلى حرب شاملة، سيزداد أضعافًا مضاعفة.