دلول: الطائف لا يزال نظاماً صالحاً
أكد الوزير السابق محسن دلول أن “رفيق الحريري كان طموحاً وكان يملك الطاقة والإمكانات، وخاف أن يأتي السلام والتطبيع إلى المنطقة ولبنان خارج المعادلة السياسية والاقتصادية”، مشيراً الى أن “الحريري أتى الى بلد مشتت وممزق بعد الحرب ودون بنية تحتية فبدأ عملية البناء”.
وتطرق دلول، خلال ندوة “منتدى جنوبية” تحت عنوان “رفيق الحريري ومشروع الدولة”، في ذكرى مرور 18 عاماً على اغتياله، الى رسالتين كان لهما تأثير في حياته كما على الوطن، فقال: “أنا حزين لأني حملت رسالتين مشؤومتين في حياتي، الأولى من وزير خارجية تونس حبيب الشطي إلى كمال حنبلاط، ويقول فيها يا كمال هناك خطوط في المنطقة تمشي وستأخذ المنطقة، فإنتبه إلى نفسك وارجوك غادر البلد، وهذا كان قبل اغتيال بفترة وجيزة”.
أضاف:” الرسالة الثانية الى رفيق الحريري وأبلغته بها قبل 24 ساعة من عبد الحليم خدام بأن يخرج من البلد لأنه مهدد باغتياله، فكان رده أنني لا أؤذي أحد وأنا إنسان مؤمن سوف أبقى ولن أكون لاجئا سياسيا في بلد آخر حتى لو قتلوني”.
وشدد دلول على “أن الحريري كبُر في البلد وهذا له ثمن في بلداننا المتخلفة”، لافتاً الى أنه” تعلّم من الراحل الصدق والطيبة”.
وأوضح “أن كل الدول العربية لا يريدون أن ينقل لبنان بتجربته الديمقراطية الى بلدانهم، والمشكلة أن الديموقراطية في عالمنا العربي يتم تفصيلها بحسب مصالح كل نظام”.
وشدّد على أن “الطائف لم يُستهلك ولا يزال نظاماً صالحاً، ولكن يجب تنزيهه وتعديله بما يتناسب مع التطور”، معتبراً أن “خرق الوضع الحالي في البلاد صعب، ولكن يجب عدم اليأس، ولبنان بحاجة الى دور جديد، ويجب الاستلهام مما قام به الحريري عند وصوله للسلطة”.
أدار الندوة التي أقيمت في مكتب “جنوبية” الزميل احمد عياش الذي قدم نبذة عن رحلة دلول وصداقته مع الحريري، والتي لخصها في كتاب “رفيق الحريري رجال في رجل محطات في عقدين من الصداقة”، في حضور حشد من الشخصيات التي كان لها العديد من المداخلات حول رحلة دلول مع الحريري وخفايا مرحلة وصوله ووجوده في الحكم، وصولاً الى اغتياله.