رأي

درب عمّان والمنامة مليء بالتفاؤل

كتبت نيفين عبدالهادي, في “الدستور” :

ليست كغيرها من القمم، لجهة التوقيت وظروف المرحلة التي تحتاج جهودا عربية بأعلى درجاتها لمساندة الأهل في غزة والضفة الغربية، وحماية المنطقة من أي أخطار يبدو واضحا أنها مستهدفة بها من أكثر من جهة وأكثر من مصدر؛ ما يجعل من قمة «المنامة» استثنائية، وضرورة يرقبها العالم بكل اهتمام.
القمة العربية بدورتها العادية الثالثة والثلاثين، التي تبدأ أعمالها اليوم، قمة هامة جدا وحتما القضية الفلسطينية والحرب على غزة ستحضران بشكل عملي وحقيقي وقوي، سعيا للخروج برأي عربي وكلمة عربية واحدة تطالب بوقف الحرب وبالتحذير من فتح جبهة جديدة لهذه الحرب في رفح، وفي هذه الكلمة العربية حاجة فلسطينية وغزيّة، يرقبون صدورها بكل ثقة أن الدول العربية تقف معهم في معاناتهم.
تعقد القمة العربية اليوم، وسط ظروف حساسة تسود المنطقة العربية، بصورة علنية وواضحة، ربما تختلف عن فترات سابقة عاشتها بظروف حساسة وعدم استقرار لكنها لم تكن بالوضوح الذي تعيشه اليوم تحديدا لجهة من يسعى لزعزعة أمنها واستقرارها، إضافة لخطورة هذه الظروف والأحداث التي تتسم بأعلى درجات الخطورة، مستهدفة أمن وسلامة المنطقة والوقوف عكس تيارات التنمية والتحديث في الإقليم، لاسيما مع استمرار الحرب على أهلنا في غزة، وزيادة عدد الشهداء بشكل كبير، ومئات الآلاف من الجرحى الجياع والنازحين، ولكل ذلك حاجة بوجود كلمة عربية واحدة يرقبها الفلسطينيون والعرب لتنطلق من «المنامة».
من المرجو اليوم أن تخرج من «المنامة» رسالة تحمل كلمة عربية واحدة، لإيجاد حلول لما تشهده الأراضي الفلسطينية، وليس هذا فحسب، إنما حل قضايا عربية كثيرة سواء كانت في ليبيا أو سوريا أو السودان واليمن، ناهيك عن حماية الحدود العربية من أي تجاوزات خطيرة كما يواجه الأردن من حرب مخدرات وتهريب أسلحة، ولولا يقظة الجيش العربي والأجهزة الأمنية، لواجهت المنطقة بأسرها خطر هذه الحرب، وغيرها من تحديات ربما أهمها التغير المناخي، والظروف الاقتصادية الصعبة في المنطقة، عمليا تضع قمة «المنامة» في مكان دقيق ترقب نتائجها عيون العالم.
بالأمس، غادر جلالة الملك عبدالله الثاني أرض الوطن، متوجها إلى مملكة البحرين لترؤس الوفد الأردني المشارك في القمة العربية بدورتها العادية الثالثة والثلاثين، التي تبدأ أعمالها اليوم، وعيون الفلسطينيين والغزيين تتجه للمشاركة الأردنية بكل ثقة أن الأردن سيضع فلسطين وغزة على طاولة البحث في القمة والنقاش، مع مفاتيح السلام التي من شأنها وقف اطلاق النار، وايصال المساعدات، بتأكيدات فلسطينية أن فلسطين أولا على أجندة جلالة الملك في «المنامة»، والوصول للحل سيكون من عمّان، ودرب عمّان والمنامة مليء بالتفاؤل لتحويل «السلاح» إلى «سلام»، و»الألم» إلى «أمل».
جلالة الملك عبد الله الثاني وقبل القمة بأشهر، أجرى لقاءات ومباحثات واتصالات لصالح القضية الفلسطينية ونصرة لأهلنا في غزة، إضافة للقاءات جلالته مع الإدارة الامريكية، وجولاته في عواصم صنع القرار العالمية، ليحضر الملف الفلسطيني اليوم بقوّة على طاولة قمة «المنامة» بتأكيدات أردنية على الثوابت التي ترتكز على أن فلسطين بوصلة الأردن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى