دبي .. مدينة الذكاء والتخطيط والتقدم

كتب أ.د. محمّد عبد الرّحيم سلطان العلماء في صحيفة البيان.
قبل أكثر من خمسة وأربعين عاماً، وتحديداً في نهاية السبعينيات حمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ملفه الخاص بالانتقال بدبي نحو أفق جديد ليعرضه على والده طيّب الذكرى، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وهناك تم اتخاذ القرار بأن تكون دبي وجهة عالمية ونقطة جذب فريدة لحركة التجارة العالمية، وفاز ملفّ صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد بالرضا التام من مهندس دبي وراسم خطة تطويرها والقائد الجسور الذي انتقل بها نحو مرحلة جديدة، وكانت كلمة «الناموس» تلخيصاً لكلّ مشاعر الرضا في قلب الوالد، وهو ما قصّه صاحب السموّ بأسلوبه الأدبي الرفيع في سيرته الذاتية الرائعة، ( قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً )، حيث منح هذا الحدث الكبير في مسيرة دبي قصة أخذت رقم القصة 35 بعنوان «الوجهة دبي»، كتبها بذاكرة تحتفظ بأدقّ التفاصيل، التي تفسّر لنا ما وصلت إليه دبي من التقدم الاستثنائي في جميع مسارات الحياة.
وتأسيساً على هذه اللحظة التاريخية الفاصلة في مسيرة دبي تستضيف هذه المدينة الزاهرة في هذه الأيّام القمّة العالميّة للحكومات، تعبيراً عن الثقة الدوليّة بهذه المدينة الفريدة التي أصبحت بفضل النظر البعيد لقائدها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد، وجهة عالمية قادرة على احتضان أكبر الفعاليات الإنسانيّة، بسبب ما تتميّز به من بنية حضارية متقدّمة، جعلتها في مصافّ المدن العالمية الكبرى، وتعبيراً عن قيمة هذا الحدث الكبير كتب صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد تغريدة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، نوّه فيها بهذا التجمّع الحيويّ الذي يضخّ الدماء الجديدة في الجسم الاقتصادي على المستوى العالمي، ويعزّز التعاون بين الأمم والشعوب، ويفتح المزيد من الآفاق أمام الفكر الاقتصادي ويصقل الخبرات المتبادلة ويقدم النماذج الملهمة في هذا التجمع العالمي الفريد.
«نرحّب بضيوف القمة العالمية للحكومات التي تبدأ بمشاركة دولية قياسية عبر حضور أكثر من 30 رئيس دولة و140 وفداً حكوميّاً تضم 400 وزير، سيتفاعلون مع رؤساء الشركات العالمية والمنظمات الدولية عبر أكثر من 200 جلسة في كافة القطاعات المستقبلية»، بهذه اللغة المفعمة بالحفاوة يرحّب صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد بضيوف مدينة دبي، الذين يحضرون القمّة العالميّة للحكومات بمشاركة كثيفة من الدول والوفود الحكومية والوزراء الفاعلين، الذين سيحضرون أكثر من 200 جلسة، سيتمّ خلالها مناقشة كلّ ما يهمّ القطاعات المستقبلية التي تحمل على عاتقها أعباء صناعة المستقبل ضمن رؤية تقدميّة قادرة على الاستشراف، ووضع الخطط اللازمة لمواجهة التحديات وتذليل العقبات والصعوبات.
«الهدف واضح: تعزيز التعاون العالمي، وبناء الخبرات، وتطوير العلاقات واستلهام التجارب لتحسين حياة المجتمعات»، بهذه العبارة المكثفة يوضح صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد الهدف المركزي لهذا التجمع العالمي، والذي يتلخّص في مجموعة من الأهداف المتماسكة، وتتمثل في تعزيز التعاون العالمي لأنّ التعاون هو حجر الزاوية في دفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام، وهو ما يستدعي بناء المزيد من الخبرات بفعل هذا التعاون المثمر، ما يؤدي إلى صقل الوعي وتعميق النظر في مصالح الشعوب دون أدنى شعور بالعداء، ولكن من خلال شعور صادق بالتسامح والسلام، فالشعوب لا تزدهر في ظل الحروب والصراعات، فالواجب هو تطوير العلاقات نحو مزيد من التعاون والاستفادة من الخبرات المتبادلة، واستلهام التجارب الإنسانية الثرية التي تفتح آفاق التعاون والتسامح، وتدفع نحو المزيد من العطاء الذي سيؤدّي لا محالة إلى تحسين حياة المجتمعات والارتقاء بالفرد والمجتمع نحو آفاقٍ جديدة، لا يمكن تحقيقها من خلال شعور العداء وعلاقات الصراع والهيمنة.
«أهلا بحكومات العالم في دبي والإمارات»، وعلى المعهود من كرم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد اختتم هذه التغريدة الثمينة بالترحيب بضيوف دبي والإمارات، الذين يحلّون ضيوفاً كراماً على هذا الوطن الطيّب المعطاء، الذي يكتب اسمه بكل أصالة واقتدار في صفحة الشعوب المتقدمة، التي تعرف قيمة التعاون وتسعى بكل قوّة نحو الإسهام في تقدم الإنسانيّة وتحسين حياة الإنسان.