«دبي المستقبل» تعزز هندسة الأوامر في الذكاء الاصطناعي
كتب د. عبد الرحيم بن أحمد الفرحان في صحيفة البيان.
يُمكن القول بثقةٍ بالغة إن (الذكاء الاصطناعي) لعب دوراً كبيراً في مسار صياغة مشاريع النهضة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى وجه الخصوص إمارة دبي.
كما يُمكن القول إن تلك التقنية شكلت منعطفاً مهماً في دفع قاطرة التنمية المستدامة وتعزيز التحول نحو الاقتصاد المبني على الثقافة والمعرفة النوعية، وإعادة إنتاجية التطوير النوعي من جديد، فقد راجت الصناعات المبتكرة وأصبحت نقطة تمركز لانطلاقات وفتوحاتٍ علمية متطورة، وانعكس ذلك بقوة على سياق العمل الاستثماري ونمط النسيج التسويقي لمجتمع الأعمال.
قرنٌ من التيه عاشه معظم العرب وما زالوا كان الاقتصاد فيه أكبر مختبر للمشاريع التقنية الحالمة والطامحة والناشئة. لكن شيئاً من هذا لم يُثمر، لم يؤتِ الطلاق مع الفكر الرجعي أكله ففي ثقافة البعض لم يحن بعد موسم الاقتصاد العربي المتطور. يومها قيل إن الذكاء الاصطناعي حجر العثرة في طريق النهضة، وتجزم معظم الدول العربية أنها ما تركت وصفةً إلا وتجرعتها. وحده المشروع الاقتصادي الإماراتي كان خارج تلك القائمة، ما استفتي جمعٌ من المستثمرين العرب على شيء إلا وكان لتقنية الذكاء الاصطناعي نصيب الأسد منه.
حدث ذلك في كل مشروع استثماري عربي كبير تقريباً، مما يطرح التساؤل الكبير، ماذا حال بين المستثمرين وبين استخدامهم التقنية الحديثة في مشاريع نهضتهم الاستثمارية، إن كان شيءٌ من الإجابة في التحالف بين الحداثة الغربية بمشاريعها المتطورة مع دمج الثقافة والأصالة العربية، فإن شيئاً آخر في الإجابة يقول الناقدون لتجربة الذكاء الاصطناعي إنه يتمثل في بنية وتركيبة وفهم تطورات تلك التقنية وانعكاسات تكريسها على نطاق الأعمال الاستثمارية.
وفي حالة الاصطفاف الكبرى نتيجة التصادم بين (التمسك بنمطية الاستثمار القديمة) والحاجة إلى استخدام كل رافد من روافد الفكر المتطور تكمن الإجابة في: النهج المتطور للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي باتت وبقوة نموذجاً فاق كافة التوقعات في إيجاد مسارات الحلول غير المتوقعة، في مشهد رفيع المستوى يجسد نهجاً فاق كل توقعات الإنجاز.
ذلك أن ما شهده العالم من مبادرات استراتيجية لدفع قاطرة التنمية المستدامة قد أرسى دعائم مفاهيم وأبعاد عميقة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستثماره في مختلف المجالات.
مما يؤكد أن نطاق إنجاز وفكر قيادة حكومة دبي الرشيدة يفوق كل التوقعات، غير قابل للقياس، حقيقةً نقول: (إن الثقافة السياسية للاستثمار في إمارة دبي في موقع يسبق معايير الاستثمار العربية بسنواتٍ ضوئية).