خوف أمريكي

كتب فلاديمير ستوريف، في “إزفيستيا”:
خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية، اكتسب الاتجاه نحو التخلص من الدولار زخما في الاقتصاد العالمي، فبدأت البلدان تبتعد تدريجيا عن العملة الأمريكية في مدفوعات التجارة الخارجية، وتستبدل بها الدفع بعملات وطنية وتحاول بناء بنية بديلة لمدفوعات التجارة الخارجية. على وجه الخصوص، يحدث هذا داخل مجموعة بريكس، حيث في المستقبل، من الناحية النظرية، يمكن أن تظهر عملة موحدة، الأمر الذي من شأنه أن يبسط بشكل كبير التعاون الاقتصادي بين أعضاء المجموعة.
من المؤكد أن مشروع العملة الموحدة لمجموعة بريكس مثير للاهتمام، وإذا تم تنفيذه من حيث المبدـ، فسوف يؤدي إلى انخفاض مضطرد على الطلب العالمي على الدولار. ويحاول ترامب، الذي يقترح رسوما “قاسية”، لحماية الولايات المتحدة، لكن مثل هذه الحمائية التجارية لن تؤدي إلا إلى تعزيز انقسام النظام التجاري الدولي إلى كتل إقليمية وزيادة رغبة دول بريكس، إن لم يكن في إدخال عملة موحدة، فإلى رفض أكثر وضوحا للدولار في حسابات التجارة الخارجية للدول وانتقالها إلى العملات الوطنية.
يريد ترامب أن يظل الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم، والأداة الرئيسية لتسويات التجارة الخارجية وتكوين احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية. ومع ذلك، من الناحية العملية نرى أن العجز التجاري الأمريكي ضخم. ومن المستحيل تقليص هذا العجز وزيادة هيمنة الدولار في الاقتصاد العالمي في الوقت نفسه (ما لم تتراكم ديون سيادية ضخمة، وهو ما يحدث في الولايات المتحدة الآن).
إن النهج غير المعتاد والعدواني الذي يتبناه ترامب سوف يتسبب في انهيار البنية السابقة للنظام النقدي العالمي بمعدل أسرع مما كان متوقعا في الأصل.