صدى المجتمع

خوخ مزروع في منطقة كارثة فوكوشيما النووية للبيع بمتاجر بريطانية

بدأت متاجر «هارودز» في بيع الخوخ الفاخر المزروع في منطقة فوكوشيما اليابانية، والتي عانت منذ 13 عاماً من أسوأ كارثة نووية في العالم منذ تشيرنوبيل.

عرضت أولى حبات الخوخ الحلوة، والتي تكلف 80 جنيهاً إسترلينياً لعلبة من ثلاث حبات، للبيع يوم السبت في متجر «نايتسبريدج» ببريطانيا.

هذه هي المرة الأولى التي يباع فيها الخوخ من فوكوشيما، في شمال شرق اليابان، في متجر بريطاني، وتأتي وسط مخاوف بشأن خطر التلوث الإشعاعي للمنتجات الغذائية من المنطقة. وتدير حملة المبيعات شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)، المشغلة لمحطة فوكوشيما، والتي تتولى الآن مسؤولية إيقاف تشغيلها. وهي جزء من الجهود الرامية إلى تبديد الترابطات السلبية وتحسين مبيعات التصدير لمساعدة المنطقة على التعافي.

تم تدمير محطة فوكوشيما دايتشي النووية في مارس (آذار) 2011 بعد زلزال هائل بقوة 9 درجات تسبب في موجات تسونامي قوية تسببت في انهيار ثلاثة مفاعلات.

وأدى ذلك إلى إجلاء أكثر من 150 ألف شخص من سكان المنطقة، وآلاف منهم لم يعودوا قط، على الرغم من انخفاض مستويات الإشعاع.

رفعت بريطانيا آخر القيود المفروضة على استيراد المنتجات الغذائية من فوكوشيما، والتي تتكون إلى حد كبير من الأسماك والمأكولات البحرية، في عام 2022. لا يتم استيراد مثل هذه المنتجات إلى المملكة المتحدة إلا بكميات صغيرة وبيعها للمطاعم اليابانية والمتاجر المتخصصة، حسبما ذكر تقرير صحافي لـ«تلغراف».

وشكرت طوكيو في ذلك الوقت المملكة المتحدة على اتخاذ قرارات «بناءً على أدلة علمية». وتم بيع خوخ فوكوشيما في مهرجان اليابان السنوي في لندن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وقيل إنه نفدت الكمية، ما أدى إلى إبرام الصفقة مع «هارودز»، والتي ستبدأ أيضاً في بيع عنب من المنطقة في أكتوبر.

ويشتهر خوخ فوكوشيما بمذاقه الاستثنائي وشكله المثالي وسمعته باعتباره أحلى – وأغلى – خوخ في العالم مع محتوى سكر يزيد على ضعف الأنواع المعتادة في السوبر ماركت.

وقال مسؤول من شركة طوكيو للطاقة الكهربائية لصحيفة «جابان نيوز»: «نود أن نستمر في نقل جاذبية ولذة منتجات محافظة فوكوشيما إلى العالم».

كما ستقام فعاليات ترويجية أخرى للأطعمة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، حيث سيتم الترويج للأرز والمحار من فوكوشيما، وفق الصحيفة.

تعد منطقة فوكوشيما الجبلية ثاني أكبر منتج للخوخ في اليابان، حيث تمثل أكثر من ربع الصناعة، حيث تُعزى ثمارها اللذيذة إلى مزيج من التربة الخصبة والمناخ الملائم.

تشتهر المنطقة بتراثها الزراعي الغني في اليابان، وتشتهر بالكرز والكمثرى والعنب وكذلك الخوخ، الذي يزرعه المزارعون المحليون بعناية شديدة. كما تشتهر بالمأكولات البحرية والأرز الأبيض عالي الجودة وساكي النيهونشو في جميع أنحاء اليابان.

ومع ذلك، منذ الكارثة النووية في عام 2011، تضرر المزارعون والصيادون بشدة بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة بشأن الإشعاع، على الرغم من الاختبارات المنتظمة والطمأنينة من الحكومة بأن الطعام آمن.

يأتي الترويج الدولي للخوخ في الوقت الذي من المقرر أن تبدأ فيه تجربة إزالة الحطام المشع للغاية من محطة فوكوشيما المدمرة اليوم (الثلاثاء).

وكانت محاولة سابقة لاستعادة نحو 880 طناً من المواد شديدة الخطورة العالقة داخل مفاعلاتها – وهو الجزء الأكثر صعوبة في المشروع الذي استمر عقداً من الزمان لإغلاق المحطة – قد فشلت.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى