تتجه الأنظار الى بيت عنيا في حاريصا حيث يجمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النواب المسيحيين في يوم اختلاء روحي ببيت عنيا مزار سيدة لبنان ، وإمكانية الخروج بتوافق مسيحي حول استحقاقات المرحلة وتتقدمها الانتخابات الرئاسية وعلى مرشح يمكن أن يقلب الطاولة على حسابات الجميع في الداخل والخارج.
وبانتظار ما ستؤول اليه نتائج جولة الوفد القطري على المسؤولين اللبنانيين ، لا شيء يذكر حتى الساعة ، الا الحركة القطرية التي تكاملت مع تلك السعودية، والتي اصطدمت بالمواقف اللبنانية رغم قدرة قطر على التواصل مع كل القوى لا سيما الذين لا تواصل بينهم وبين الرياض.
مصادر مطلعة أفادت ل”رأي سياسي” ان الزيارة تندرج في قدرة قطرعلى التواصل مع الجميع، فهي الوحيدة القادرة على المتابعة بجدية لمسار الضمانات التي قدمها رئيس المردة سليمان فرنجية، ومدى التزام حزب الله وإيران بها، بالإضافة إلى الأفرقاء الآخرين. وهذه الضمانات يفترض بها أن تكون منفصلة عن الشخص الذي سيتولى رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة.
ووسط معطيات اولية عن احتمال ان يكون الموفد القطري نقل اقتراحات جديدة وجال بها على المسؤولين تبين ممن التقاهم انه لم يخض ابدا في موضوع أسماء المرشحين وان مهمته تعكس التقاء ثابتا مع موقف الدول المعنية لجهة التشديد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يلتزم العملية الإصلاحية وان موقف قطر الداعم للبنان ينطلق من التزام انجاز الإصلاحات.
وفيما بدا واضحاً ان الجولة استكشافية لاستمزاج الآراء ، فان الوزير القطري أبدى استعداده خلال زيارة قائد الجيش لدعم المؤسسة العسكرية.
وفيما شدد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على عدم السير بمرشح مدعوم من محور الممانعة، لفتت المعلومات الى ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد قال للموفد القطري إنهم يؤيدون فرنجية وإنهم منفتحون على الحوار ولا يمكن لأي فريق الإتيان برئيس ظلّ من دون موافقة الحزب عليه وإلا سنفعل ما فعلناه مع عون وسنمارس سياسة التعنّت على اسم مرشح حتى يصل”.
وبرزت تحركات ديبلوماسية في الساعات الماضية ، لا سيما للسفيرة الفرنسية آن غريو والاميركية دوروثي شيا وممثلة الامين العام للامم المتحدة يوانا فرونتسكا. وشددت “على أهمية استقرار لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن وتنفيذ الإصلاحات الكاملة”، فيما شددت غريو بعد لقائها البطريرك الراعي التي لفتت الى “توحيد الجهود للوصول الى مخرج للازمة في لبنان وتحديدا الازمة السياسية، وفي اطار الحوار المتواصل الثابت والموثوق مع غبطته ونحن نقدر دوره البناء لإيجاد حل”. وتابعت “تبادلنا الآراء حول الوضع واكدنا مشاركتنا في جميع الجهود لإيجاد حل توافقي في هذا البلد لأن اللبنانيين اليوم بحاجة الى اجابات ملموسة على تساؤلاتهم وهذا من مسؤولية قادتهم السياسيين”.
في موازاة ذلك ، أكد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم، في حديث اذاعي أن “رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لن يعلن ترشحه في مؤتمر صحافي قبل أن يتبلور المشهد السياسي”. وأشار القرم إلى أنه “لن تعقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع الحالي، إنما من المحتمل عقدها الأسبوع المقبل”.
يأتي ذلك فيما أشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى ان الحل يكمن بانتخاب رئيس للجمهورية ، “وطننا في خضم أزمة خطيرة على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل ما يقلق أكثر هو الخطاب الطائفي المتفلّت الذي شهدنا أحد أبشع مظاهره في ما جرى قبل أيام، وكأن البعض لم يتعظ مما مر بوطننا، او عاد اليه الحنين لحقبات الانقسام الاليم. وانا أعرف مدى الحزن والالم الذي يعتصر قلوبكم مما جرى، ومن ردود الفعل التي صدرت عن إخوان لنا في المواطنة على قرار لم يشكل في جوهره اساءة لاحد ولم يستلزم كل هذا التجييش الطائفي البغيض”.
دولياً، يلتقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والوزير الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في بكين، يوم الخميس، لتفعيل مضمون اتفاق استئناف العلاقات الذي أعلن الشهر الماضي، وترتيب تبادل السفراء، وفق ما اشارت اليه بعض المصادر.