خطر جسيمات البلاستيك الدقيقة يتمدد إلى أنتاركتيكا
يشكّل وجود الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، حتى في مياه القطب الجنوبي المعزولة عن التدهور البيئي والمحمية جيداً، مؤشراً إلى المدى الذي بلغه تلوّث العالم بها.
في النظام البيئي الهش والمعزول في أنتاركتيكا، تتيح فحوص مجهرية وتحليلات أخرى تحديد مستوى المواد البلاستيكية الدقيقة، التي تحتوي عليها العينات التي يتم جمعها، ويتراوح حجم هذه الجزيئات، غير المرئية في أغلب الأحيان بالعين المجردة، المصنوعة من البوليمرات ومركبات سامة أخرى، بين جزء من الألف من الميليمتر، وخمسة ميليمترات.
ونتيجة للتلوث واسع النطاق لمياه العالم من خلال ملايين الأطنان من النفايات، جرى بالفعل إثبات وجود هذه الجزيئات مرات عدة في هذه المحيطات.
هذه المواد البلاستيكية الدقيقة، هي نتيجة التحلل الفيزيائي والكيميائي لأجسام تحتاج مئات السنين لتتحلل، ولم تتم دراسة تأثيراتها إلا منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكنها لا تزال غير معروفة كثيراً.
وكشفت الأبحاث التي أجرتها جامعة كانتربري النيوزيلندية عام 2019، عن وجود مواد بلاستيكية دقيقة في ثلوج القطب الجنوبي، بينما ينتج البشر أكثر من 430 مليون طن، من البلاستيك كل عام في جميع أنحاء العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ويعاني الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي، بما فيه من طيور بطريق وفقمات، منذ سنوات من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، التي أطلقت للتو رحلة استكشافية مع الأرجنتين حول هذا الموضوع، فإن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تلحق المزيد من الضرر بالقارة البيضاء الشاسعة «من خلال تقليل انعكاس الجليد، وتعديل خشونة السطح، وعن طريق تحفيز النشاط الميكروبي»، و«العمل كعازل حراري».
وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن ذوبان الأنهر الجليدية، التي تحتوي على 90% من المياه العذبة على الكوكب، يمكن أن يتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحر بما يصل إلى 60 متراً.