رأي

خطاب الملك وضع قادة العالم أمام اختبار الضمير والإنسانية

وضع خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك بدورتها التاسعة والسبعين، المجتمع الدولي أمام اختبار الضمير والإنسانية في ظل التمادي الإسرائيلي الذي يوشك أن يجر المنطقة إلى أتون حرب شاملة يخسر فيها الجميع.

جلالة الملك بلغة الأرقام والأدلة والبراهين، وضع قادة العالم بصورة ما ارتكبته دولة الاحتلال من جرائم في غزة والضفة، وهذه لغة مؤثرة بطبيعة الحال عندما تكون مدعمة بأرقام للشهداء والضحايا والمصابين من أطفال ونساء، في ظل تمدد الرواية الإسرائيلية بادئ الأحداث بأنهم وحدهم الضحايا، وهذه اللغة مؤثرة في النفس البشرية كذلك وتدلل كم أن الأردن يتابع أولاً بأول ما يمر به الأشقاء من مأساة.

إن ما تحدث به جلالة الملك من لغة مدعمة بالبراهين ومحذرة من مغبة تمادي إسرائيل ومن الأزمة التي تواجه الأمم المتحدة وتضرب في صميم شرعيتها ما يهدد بانهيار الثقة العالمية والسلطة الأخلاقية، يستوجب من مراكز القرار الدولي التنبه لخطر ما تفكر وتسعى إسرائيل له، بجر المنطقة لمنزلقات خطيرة، لا ينفع عندها الندم ولا يُجدي معها أي قول، فلا يعقل أن تُترك حكومة متطرفة لتمارس شتى صنوف الإجرام بحق المدنين العزل.

وتأكيداً على موقف أردني ثابت وحسم ملكي واضح شدد عليه جلالته في غير موقف، يؤكد الملك أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً ولن يقبل بالتهجير القسري للفلسطينيين، ونحن في الأردن نقول بصوت واحد خلف سيد البلاد، إن هذا الوطن سيبقى عصياً على كل المطامع بوحدته وتماسك جبهته الداخلة ووعي وصلابة أبناء شعبه وجيشه وأجهزته الأمنية.

وبلغة واضحة ورسالة عميقة يبرق الملك أمام العالم برسالة واضحة مفادها أن العالم العربي مد يده لإسرائيل لسنوات عبر مبادرة السلام العربية، مستعدا للاعتراف التام بها وتطبيع العلاقات معها مقابل السلام، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اختارت المواجهة ورفضت السلام، نتيجة للحصانة التي اكتسبتها عبر سنوات في غياب أي رادع لها، وما دليل ذلك إلا مواصلة تماديها وآخره التصعيد الخطير في لبنان الذي يجب وقفه فوراً.

ومع الخطاب الملكي الحاسم، نقول بكل صمود إن الأردن كان وسبيقى بقيادة جلالة الملك صامداً على جبهة الحق والثبات، في الدفاع عن الأشقاء الفلسطينيين، وسنبقى في طليعة المدافعين عن أبناء أمتنا ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، وسنبقى صفاً واحداً خلف راية جلالته الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فلا مساومة على أرض الأنبياء، ولا مساومة على حق الأشقاء الفلسطينيين.

المصدر: الدستور

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى