رأي

خطاب الأمير… فصل الخطاب وسفينة النجاة

كتب عزام الصباح في صحيفة الراي.

شخّص خطاب سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، المرضَ الذي أصاب التجربة الديموقراطية في البلاد، عبر مسيرتها الطويلة، ووضع يده على مكامن الخلل، ووصف الدواء الناجع له، ليكون خطاب سموه الذي تفضّل بتوجيهه يوم الجمعة الفائت فصل الخطاب وسفينة النجاة.

تجربة الكويت الديموقراطية التي نعتز ونفتخر بها أرسى دعائمها أجدادنا وآباؤنا، ومما لا شك فيه أن إتاحة تعديل الدستور بعد مضي 5 سنوات على تطبيقه كانت فكرة تنم عن بُعد نظر وإيمان بأن التجربة خير برهان على ما قد يعتري التجربة من خلل تحتاج إلى إعادة النظر فيها لتصويبها وإصلاحها. لكن تأجيل حل المشاكل أدى إلى تراكمها وباتت عبئاً كبيراً يحتاج إلى تدخل فوري لم يعد من الممكن تأجيله أكثر.
إنّ التطوير والتوسع سُنّة وظاهرة كونية وبشرية لاستيعاب المتغيرات والمستجدات، وقد سبق أن أشرنا إلى النموذج والتجربة البحرينية الناجحة في تطوير وتوسيع النهج الديموقراطي والدستوري والذي أرسى ورسّخ استقرار المسيرة الديموقراطية.

في جميع الديموقراطيات هناك مراجعات وتعديلات للدستور، تتيح معالجة مكامن الخلل وتصحّحها، والكويت اليوم أمام مهمة ملحة وعاجلة بعد أن تبينت مكامن الخلل، لاسيما أن الخطاب السامي حدّد الأُطر اللازمة والمناسبة.

الكويت بحاجة اليوم إلى أن تتحول إلى ورشة إصلاح شاملة تطوّر الممارسة الديموقراطية، وتوقف تغوّل سلطة على أخرى، من دون المساس بالحريات، لتحقيق التوازن وترشيد المسار الديموقراطي في أُطره الصحيحة وتحقيق الغاية المثلى منه، والانتقال الدائم إلى مراحل أكثر تطوراً في التجربة التنموية ولمزيد من الحريات المسؤولة.

المرحلة المقبلة تتطلّب منا جميعاً بلا استثناء الوقوف خلف سمو الأمير وأن نكون يداً واحدة لنجدّد معاً مسيرة الديموقراطية، ونجري التعديلات اللازمة لأدواتها، وفق الرؤية والخطوات التي أعلنها الخطاب السامي وباتت معروفة للجميع ولسنا بحاجة إلى إعادة ذِكرها، وصولاً إلى كويت المستقبل وطن الجميع وديرة الخير المزدهرة بإذن الله بقيادة سمو الأمير حفظه الله ورعاه.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى