أبرزرأي

خشية اسرائيلية حقيقية من توغل “حزب الله” في مستوطنات الشمال

حسين زلغوط – خاص: رأي سياسي

يبدو أن المستوطنين الاسرائيليين الذين هجروا مستوطناتهم، في شمال فلسطين المحتلة، على الحدود مع لبنان قطعوا الأمل من امكانية العودة إليها في وقت قريب مع استمرار العمليات التي تنفذها المقاومة الإسلامية اسناداً للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في غزة ، وباشروا بالتفيش عن مصادر للعيش في أماكن أخرى تكون أكثر أمناً في العمق الاسرائيلي.
في هذا السياق، كتبت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية تقول: أن الحكومة بينما مدّدت مدة الإخلاء لمستوطني الشمال حتى 29 شباط القادم، تستعدّ لإقامة طويلة؛ فهي تُدرك أن هؤلاء سيبقون خارج منازلهم حتى الصيف القادم على الأقل. في هذه الأثناء هي تقوم بتمديد عملية الإخلاء كل شهر، ويستعدّ الكثير من مستوطني الشمال بناءً على ذلك لإقامة طويلة.
ووفقًا لهذا التقرير، فقد أُرسل 60 ألف شخص إلى فنادق الشمال، بينما بقي 26 ألفًا في منازلهم، وكل يوم تغادر المزيد من عائلات المستوطنين بحثًا عن منازل في المنطقة.
وإذ لفتت الصحيفة إلى أن سلطات الاحتلال أجلت أكثر من 80% من مستوطني المطلة، في بداية الحرب، إلى الفنادق تؤكد أن اليوم لم يبقَ في الفنادق سوى 25% فقط منهم، أمّا الباقون فقد وجدوا حلولاً أخرى، وأغلبهم استأجروا شققًا في أنحاء متفرقة.
مما لا شك فيه ان ما حصل ويحصل على مستوى المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان لم تألفه تل أبيب منذ قيام الكيان الغاصب، خصوصا لجهة التهجير الكبير الذي حصل منذ ان فتحت جبهة الجنوب ، وهذا الأمر يشكل قوة ضغط على الحكومة الاسرائيلية ان من الناحية الاقتصادية او المعنوية ، أو النفسية سيما وأن سكان هذه المستوطنات لم يكن في ذهنهم أن يأتي اليوم الذي يتركون فيه بيوتهم وممتلكاتهم بهذا الشكل ، في ظل عجز حكومي في تحديد مدة زمنية معينة لعودتهم.
كما ان أن التوتر اليومي في شمال إسرائيل سيؤثر على معدلات الهجرة من إسرائيل، الى دول أخرى، لأن الرجوع الى هذه المستوطنات سيكون مستحيلا خلال الأشهر المقبلة، بفعل الثقة التي باتت مفقودة بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي حيث باتوا ينظرون اليه على انه جيش غير مؤهل لحمايتهم بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الاول المنصرم، وهو ما حوّل هذه المستوطنات الى منطقة فارغة كمنطقة أشباح، حيث انه حتى الجنود الاسرائيليين لا يجرؤون على الضهور العلني خشية استهدافهم من قبل “حزب الله”، وهو ما يزرع الخوف والرعب في نفوسهم، ويجعلهم خائفون من توسيع دائرة الحرب، لقناعتهم بأن “حزب الله” سرعان ما سيتوغل في هذه المستوطنات ويحتلها إن هو أراد ذلك.
انطلاقا من هذا المشهد غير المعهود بالنسبة الى الاسرائيليين، فإن معظم التقارير الإسرائيلية تلتقي على ان المستوطنات الشمالية ستكون بمثابة صخرة جاثمة على صدر بنيامين نتنياهو وحكومته، التي بدأت تتعامل مع أزمة المستوطنات على انها جبهة ثالثة تواجهها ، حيث أنها تشكل الخاصرة الرخوة للجيش الاسرائيلي في ظل عناصر القوة التي تمتلكها المقاومة ، وبذلك يمكن القول ان “حزب الله” بات متوغلا في هذه المستوطنات التي باتت بمثابة الساقطة عسكرياً، وهذا ما لا تخفيه وسائل الاعلام الاسرائيلية التي تعتبر أنّ حزب الله يمتلك زمام المبادرة في الشمال، فيما الجيش الإسرائيلي محبط وفي موقع الرد طوال الوقت.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى