أبرزرأي

خارطة طريق المعارضة الرئاسية متعرجة ومليئة بالاشواك

حسين زلغوط, خاص- “رأي سياسي”:

يدرك نواب المعارضة من كبيرهم الى صغيرهم أن خارطة الطريق التي تقدموا بها كمبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية لا ضمانات بنجاحها ولو واحد بالمئة، وإن كان البعض ممن كان في عداد من أعّد هذه المبادرة اكد ان القصد منها كان تحريك الملف الرئاسي لا اكثر ولا أقل.


أولى الضربات التي تلقتها مبادرة نواب المعارضة على الرأس جاءت من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي علّق عليها بالقول “تمخض الجبل فولد فأرا”.، وهذا التعليق لرئيس المجلس كان بمثابة ورقة النعي لمبادرة ولدة ميتة، سيما وأن هذه المبادرة لم تحمل في ثناياها اي مقترح جديد يختلف عن مواقف المعارضة المعلنة سابقا، لا بل انها جددت رفضها المشاركة في الجلوس الى طاولة حوار او تشاور يرأسها رئيس المجلس، واصرت على عقد جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية الى حين انتخاب رئيس الجمهورية.


في دلالة واضحة على ان الطريق لتحرك نواب المعارضة متعرج وفيه الكثير من الاشواك ، ما ظهر من مواقف خلال اجتماع وفد المعارضة مع عدد من الكتل النيابية حيث تفاوتت الآراء الى حد بعيد من المقترحين ، وكان الأهم ما جاء على لسان عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل ابو فاعور الذي قال: لم نر أن هناك عناصر وأفكارا سياسية جديدة ممكن أن تقود الاستحقاق السياسي قدماً، بل أكثر من ذلك، رغم نبل مقاصد نواب المعارضة في ما يطرحونه فإن في المداولات السابقة تم إنضاج أفكار أكثر تطوراً وعمقاً وتقدماً وبقيت قاصرة عن إيجاد حل لمسألة الرئاسة، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان مبادرة المعارضة لن تكون افضل حال من كل المبادرات التي طرحت سابقا من أكثر من طرف داخلي وخارجي، حيث فشلت جميعها في احداث الخرق المطلوب في جدار الازمة الرئاسية، وهو يضع المبادرة الجديدة بأفكار قديمة في خانة ملء الوقت لا اكثر ولا أقل ، وهي لن تسمن ولن تغني من جوع في هذه المرحلة الضبابية التي يمر بها لبنان نتيجة ما يعصف بالمنطقة من تطورات خطيرة.


وفي رأي مصدر نيابي ان المعارضة تحاول من خلال ما تسميه خارطة طريق لانتخاب رئيس الالتفاف على فكرة عقد طاولة حوار او تشاور برئاسة رئيس مجلس النواب قبل الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما بعد ان تأكد مؤخرا ان هذه الصيغة تحظى بتأييد اغلبية نيابية كبيرة، تتجاوز النصاب الدستوري لانعقاد جلسة المجلس اي الثلثين زائد واحد، وبالتأكيد فان هذه المحاولة لن تحقق الهدف المطلوب خصوصا وأن المناخات السياسية الموجودة لا تتماهى معها وفق ما هو مطلوب.


ويعتبر المصدر القريب من رئيس المجلس في رده على اسئلة موقع “رأي سياسي ” أن ما طرحته المعارضة لم يحمل أي جديد، إنّما أتى في إطار تكرار أفكار اعتدنا سماعها بشكل يومي، وكنّا نأمل أن تكون هناك رؤية مختلفة تقرّب المسافات، إنّما للأسف لم نرَ ونسمع إلّا ما يعني الاستمرار في الدّوران بحلقة مفرغة، مشددا على أن المخرج للأزمة هو بالذهاب للتّشاور المحدود زمنيًّا، ولمدّة أسبوع كحد أقصى، كما سبق ان اقترح رئيس مجلس النواب ​.


ووفق المعطيات السياسية السائدة فان مبادرة المعارضة لن تغّير من الواقع السياسي القائم قيد أنملة فلا المعارضة باستطاعتها اقناع الفريق الآخر بفكرتها، ولا الفريق الآحر سيكون قادرا على جلب المعارضة الى ضفته، وهو ما يؤكد ان كل الأمور ستبقى مكانك راوح الى أن يحين قطف ثمار التسوية التي يفترض ان تنضج بعد ان تحط الحرب على غزة اوزارها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى