حَوَل الأطفال يُصيبهم بأمراض القلب والسمنة؟
يُثار تساؤلٌ حول علاقة الحَوَل عند الأطفال بأمراض القلب والسمنة. وللإجابة، ذكرت دراسة بريطانية أنّ الذين أصيبوا بالحَوَل أو «العين الكسولة» في مرحلة الطفولة، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة في مرحلة البلوغ. وأوضح باحثون في جامعة «كوليدج لندن» أنّ ثمة علاقة بين الحَوَل وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض القلب في مرحلة البلوغ، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «الطب السريري».
والحَوَل، هو انخفاض الرؤية في إحدى العينين ينجم عن تطوّر البصر بصورة غير طبيعية في مرحلة الطفولة، وغالباً ما تدور العين الأضعف أو العين الكسولة إلى الداخل أو الخارج.
وبما أنه عادة ما يُسبّب المرض انخفاض الرؤية في عين واحدة فقط، فأطفال عدّة لا يلاحظون أي خطأ في بصرهم، ويُشخَّصون فقط من خلال اختبار الرؤية الذي يُجرى في عمر 4 إلى 5 سنوات. ويُمكن أن يتسبَّب الحَوَل الذي إذا لم يُعالَج في فقدان البصر الدائم.
خلال الدراسة، حلّل الباحثون بيانات أكثر من 126 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 69 عاماً في بريطانيا، والذين خضعوا لفحص العين. وسُئل المشاركون عما إذا عُولجوا من الحَوَل في مرحلة الطفولة، وما إذا كانوا لا يزالون يعانون هذه الحالة في مرحلة البلوغ. وسُئلوا أيضاً عما إذا كان لديهم تشخيص طبي لمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي الوقت عينه، خضعوا أيضاً لقياس مؤشّر كتلة الجسم، ومستويات الغلوكوز في الدم، والكوليسترول. وأكد الباحثون أنه مِن بين 3238 مشاركاً أبلغوا عن إصابتهم بـ«العين الكسولة» عندما كانوا أطفالاً، كان 82.2 في المائة منهم يعانون انخفاضاً مستمراً في الرؤية بعين واحدة عندما كانوا بالغين.
وأظهرت النتائج أنّ المشاركين الذين يعانون الحَوَل عندما كانوا أطفالاً، لديهم احتمالات أعلى بنسبة 29 في المائة للإصابة بمرض السكري، وبنسبة 25 في المائة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبنسبة 16 في المائة للإصابة بالسمنة، وكانوا أيضاً أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية.
وأشار الباحثون إلى أنّ الدراسة لا تُظهر وجود علاقة سببية بين الحَوَل واعتلال الصحة في مرحلة البلوغ، لكنها تفيد بأنّ مَن أصيب بالحَوَل عندما كان طفلاً هو أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الصحّية، مقارنة بمَن لم يُعانه.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة جوجنو راهي، إنّ «الحَوَل هو حالة تؤثر في ما يصل إلى 4 من كل 100 طفل في بريطانيا، ومن المفترض أن يخضع جميع الأطفال لفحص الرؤية قبل سنّ الخامسة، لضمان التشخيص السريع وعلاج العيون المناسب». وأضافت: «قد ترغب الأعداد الكبيرة من الأطفال المتأثرين وأسرهم في التفكير بنتائج الدراسة كحافز إضافي لمحاولة اتّباع أنماط حياة صحّية منذ الطفولة».