حوار “البناء والتنمية” يا سمو الرئيس!
كتب عبدالرحمن المسفر في صحيفة السياسة.
يا تُرى، من يستطيع أن ينقل ساحة الحديث والأحداث عندنا في الإعلام و”تويتر” والملتقيات من حالة الصخب والضجيج و”التحلطم” إلى منابر حوارات البناء والتنمية، والانطلاق نحو الإنجاز وحيوية العمل؟
سؤال يدور في ذهني، أنا وغيري، نشاهد جميعا عمليات التحديث المستمرة لدى جيراننا، والمبادرات النوعية على مختلف الأصعدة والإنجازات، وكأننا ينقصنا المال، أو الموارد البشرية، أو الخبرات التي تجعلنا نحقق نهضة شمولية، وريادة فعلية في شتى المجالات.
كان يفترض في برنامج “عمل الحكومة” الأخير، أن يعتني مجلس الوزراء بمصطلحات مهمة، ويسعى عبر سائر الأجهزة التنفيذية إلى ترجمتها، ومن أبرزها: إشاعة ثقافة العمل والإنجاز وتشجيع حوارات الفكر والثقافة والبناء والتطوير، والتحفيز على رعاية الندوات والمؤتمرات التنموية والاجتماعية، والعلمية، وتوجيه الإعلام الرسمي، وفق رؤى مدروسة تجاه خلق حالة من التفاعل الإيجابي، والتفاؤل من خلال تسليط الضوء على ما ينبغي صناعته من تحول مفيد لهذا الوطن، وأهله، في مجمل القضايا التي تشغل بال المواطن الكويتي، سواء أكان ذلك في مسار تحسين معيشته أم تعليمه أم صحته، أم تطلعاته وطموحاته.
على سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، أن يستثمر ما جرى من توافق حكومي ونيابي غير مسبوق لتكريس التعاون بما يخدم مصلحة الوطن، والمواطن، ويبادر الى صياغة مشروع حقيقي للتفاعل والتواصل مع المواطنين، ضمن دوائر وحلقات مترابطة، من أهمها: الإعلام التقليدي والجديد الـ”سوشل ميديا”، والوسائط والتطبيقات الالكترونية.ثم تفعيل دور إدارات العلاقات العامة في الوزارات والدوائر الرسمية، وصولا إلى وضع آلية تجمع المسؤولين مع المواطنين لتلقي الشكاوى والمقترحات.
مازال لديك، يا سمو الرئيس، الوقت والفرصة السانحة معاً، لتصحيح منهجية العمل الحكومي، وصياغة أولويات نستطيع عبرها تحسين واقعنا السياسي والاجتماعي، فكل الأمنيات أن تفلح الجهود لتحقيق هذا المطلب الوطني المُلّح.