
حسين زلغوط
خاص _ موقع “رأي سياسي”:
يبدو أن عجلة تأليف الحكومة تسير على الطريق القويم بعيدا عن أية تعرجات أو عقبات، أو مطبات، وقد وصل الأمر ببعض المتابعين لمسار حركة الرئيس المكلف نواف سلام الى ترجيح نجاحه في وضع توليفة حكومية مكتملة الأوصاف وتحظى بموافقة القوى السياسية بين يدي رئيس الجمهورية العماد جوزف عون قبل يوم الجمعة المقبل، ما لم تعبث الشياطين في التفاصيل وترجئ عملية صدور مراسيم التأليف بضعة ايام اضافية، وحظوظ هذا الأمر ضئيلة.
ووفق المعلومات فإن شكل حكومة العهد الأولى بات محسوما، فهي من 24 وزيراً، وقد تصل لتكون ثلاثينية اذا اقتضت ضرورات التمثيل الطائفي ذلك، ولن يكون فيها تمثيل حزبي مباشر، كما انها ستكون خالية من برلمانيين، وفي ما خص التأليف فان الرئيس المكلف يستعد لاسقاط الأسماء على الحقائب ويحرص ان تكون عملية التوزيع مقبولة لدى الأطراف التي ستُمثل في التشكيلة.
ورجحت مصادر نيابية لموقع “رأي سياسي” ان تولد الحكومة العتيدة بالتزامن مع الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان للبنان، الذي سينسق مع رئيس الجمهورية برنامج الزيارة الخارجية الأولى التي سيقوم بها والتي ستكون وجهتها السعودية برفقة وفد وزاري موسع، لتوقيع 22 اتفاقية تعاون بين البلدين على مختلف المستويات.
و أكّدت المصادر ان مسألة مشاركة “الثنائي الشيعي” في الحكومة بات محسوما ولم يعد هناك أي سبب يحول دون انضمامهما للتشكيلة الحكومية، لكن ما زال هناك مجموعة من الأمور التي تحتاج إلى نقاش وتفاهم حتى تكون أرضية المشاركة والتعاون في الحكومة صلبة، مشددة على ان الجميع قد تجاوز الإلتباسات التي أحاطت بمسألة التكليف، وهناك رغبة من الجميع بأن تكون ولادة الحكومة سريعة كون ان الاستحقاقات والملفات المفتوحة تحتاج لأن يكون في لبنان حكومة مكتملة الأوصاف يكون لها القدرة على مواكبتها ومقاربتها واتخاذ القرارات بشأنها.
وجزمت المصادر بأن عملية التأليف وصلت الى مراحلها النهائية وهي تخضع لبعض “الروتوش” البسيطة قبل عملية الطباعة النهائية، مشددة على ان إعداد البيان الوزاري سيكون في مهلة قصيرة جداً، لأنّ المفاوضات الجارية حالياً تأخذ في الاعتبار عملية التأليف وبرنامج عمل الحكومة في آن معاً، خصوصاً في ما يتعلق بمطالب الثنائي الشيعي التي كانت في عطلة الأسبوع مدار نقاشات مكثفة مع سلام، متوقعة ان تكون الفقرة المتعلقة بالمقاومة منبثقة من اتفاق الطائف بشكل لا تشكل نقزة عند اي فريق وتكون مقبولة من الجميع كونها لا تؤثر على جوهر الموضوع.
ورفضت هذه المصادر الغوص في بورصة الاسماء التي تبقى قابلة للتعديل والأخذ والرد حتى الربع الساعة الاخير من صعود الرئيس المكلف الى قصر بعبدا لاطلاع رئيس الجمهورية على التشكيلة واصدار مراسيمها، مشيرة الى ان شخصيات كثيرة في حكومات سابقة كانت تنام على انها من ضمن التشكيلة، وتستيقظ وتكون اصبحت خارجها.
وأوضحت المصادر ذاتها ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نصح المسؤولين خلال وجوده في بيروت بضرورة عدم اضاعة الوقت وتأليف الحكومة بسرعة لكي تتمكن من الشروع في الاصلاحات التي تعتبر الممر الالزامي لوصول مساعدات المجتمع الدولي للبنان، خصوصا وان هناك مؤتمرا دوليا ستنظمه باريس للمساعدة في اعادة الاعمار الى جانب وجود متغيرات في المنطقة وليس من مصلحة ان تحصل اي تسويات وهو على تبعثره السياسي الحالي، وقد تلقى الرئيس الفرنسي وعدا لبنانيا بأن تؤلف الحكومة في مهلة اقصر مما يتوقعها.