حفل باريس كشف المستور
كتب د خالد أحمد الصالح, في “الراي”:
الجمعة الماضية انطلقت دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، هذا النشاط الرياضي المهم سيستمر حتى 11 أغسطس.
للمرة الأولى في تاريخ الأولمبياد يتم هذا السيل من الانتقاد لحفل افتتاحها، فقد انتقد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الغرب عموماً وليس الفرنسيين فقط في أعقاب إعادة تجسيد لوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دافنشي، خلال حفل افتتاح الأولمبياد قائلاً «لا توجد أخلاق» في العالم الغربي، أما المرشح القوي للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، فقد عبّر عن سخطه بقول هذا عمل فظيع؛ إنه وصمة عار.
سبب الانتقادات هو إقامة عرض «دراغ كوين» (رجل شاذ يرتدي ملابس نسائية ويضع مكياجاً) يتضمن تجسيداً للوحة «العشاء الأخير»، التي تتناول تصويراً للنبي عيسى (عليه السلام)، ورغم حفل الافتتاح المُبهر على ضفاف نهر السين، شمال فرنسا، إلا أن تلك الصورة المُخزية التي كشفت للعالم أن هناك اليوم أقليّات شاذة قادرة على السيطرة على أصحاب القرار في كثير من دول الغرب.
لهذا، تحوّل حفل الافتتاح الفرنسي إلى حلبة صراع سوف يستمر طويلاً؛ وسوف يؤسس إلى معادلات جديدة في السنوات المقبلة.
أصبحت القوى المسيحية المُلتزمة في مرمى هدف الشواذ بعد أن كان هؤلاء الشواذ يَقصِرون هجومهم على الديانات الأخرى وعلى رأسها الإسلام من أجل ايجاد ثغرة لهم يلجون بها إلى ثقافتنا ومعتقداتنا، حاولوا مرات عديدة، وتحت مُسميات مختلفة، حقوق الإنسان، الليبرالية، حرية التحول الجنسي دون قيود، بالإضافة إلى حملات دعائية ربما هي الأكبر في التاريخ حتى أصبحت أعلامهم الملونة تُغلّفُ بها أطعمة الأطفال؛ وتُرفع فوق أكبر المؤسسات العالمية في يومهم الاحتفالي، كما أصبحت لهم منصات إعلامية لا تنتج فيلماً ولا مسلسلاً إلا وتضمّنه ترويجاً للشواذ؛ وتغييراً في مسمياتهم الحقيقية من أجل تعميم أفعالهم الشاذة وجعلها مقبولة لشعوب العالم.
غلطة قادة الشواذ هذه المرة ستكلّفهم الكثير، وستجعلهم يُعيدون التمترس لما هو آت، لا سيما إذا فاز ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة.
لن نترك المسيحيين، أهل الكتاب، كما تركونا منفردين في الحرب، علينا أن نتعاون مع كل أهل الديانات السماوية من أجل الحرب على نشر الشذوذ في العالم، فهذا الفعل لا يقبله صاحب قيم ولا يرضاه صاحب عقل.
لقد حذّرنا خالقنا عزّ وجلّ من أفعال قوم لوط، وكيف انتهى بهم الحال، وعلى المسلمين اليوم أن يقودوا الحرب المقبلة ضد هؤلاء الأشرار مستفيدين من المواقف الإيجابية التي برزت في العالم الغربي تجاه هذا الشذوذ.