أبرزرأي

حفلة الجنون حول “الساعة” : مش رمانة قلوب مليانة 

حسين زلغوط.

خاص رأي سياسي…

لم يكن موضوع الخلاف على تقديم الساعة او الابقاء على التوقيت الشتوي لثلاثة اسابيع مجرد رمانة بل قلوب مليانة ، حيث حاول البعض النفاذ من الاشكالية التي تولدت عن قرار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى ما هو ابعد من ذلك بكثير ، ووصل الامر الى حد التحريض على التقسيم او الفيدرالية ، وكأن هؤلاء ارادوا ان يفجروا غضبهم على ما اعتبروه الاهمال الدولي لهم ، والذي ظهر من خلال تجاهل مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف خلال زيارتها بيروت لهم حيث اقتصرت لقاءاتها على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ، ووزير الخارجية  عبدالله بو حبيب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولم يلحظ جدول مواعيدها او اتصالاتها اي مسؤول اخر ، وقد فسر الذين ابعدوا عن لقاءات ليف هذه الخطوة وكأنهم القيوا في سلة المهملات الدولية في الوقت الذي بدأ فيه الحديث عن اقتراب الانتهاء من حياكة تسوية في المنطقة ولبنان جزء منها، وقد هالهم ما نقل عن ليف ان الولايات المتحدة تستعجل ان يكون في لبنان رئيسا للجمهورية في وقت قريب ، لكنها لن تتدخل في لعبة الاسماء وان هذا متروك للبنانيين وانها ستتعامل مع اي رئيس ينتخبه البرلمان. 
واذا كان يفترض بالذين عمدوا الى تصوير قرار رئيس الحكومة على انه نهاية العالم وقد وصل الامر نتيجة الخطاب التحريضي الى شطر اللبنانيين الى نصفين ، ان يتعالوا على مثل هذا القرار كون ان الخطر الذي يحيط بالبلد اكبر بكثير من اللعب بعقارب الساعة وهو ما المحت اليه المسؤولة الاميركية بقولها  أنه “لا يُمكن أن يستمرّ الوضع في لبنان على ما هو عليه لمدة طويلة، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور ويجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على حلّ في أسرع وقت ممكن.” وقد لاقتهاالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا بتغريدة كررت فيها التحذير ذاته، مع التشديد على انه باتت الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي حيوية وحتمية. 
ان ما شهدته الساحة الداخلية في اليومين المنصرمين يؤشر الى اننا سنكون مع قابل الايام أمام فصل جديد من السجال تحت عناوين مختلفة ، بعد ان وصل السجال حول “الساعة” الى قمة الانحطاط السياسي وجعلنا “مسخرة” عند العالم ، وبعد ان تبين ان الدولة يتيمة من رجال الدولة الحريصين على اخراج البلد من ازماته وتفسخه اللامحدود، فهل يعقل في ليلة وضحاها ان ننتقل في ازماتنا من ازمة المصير، والاقتصاد، والمال، الى ازمة “ساعة”؟ 
وفي هذا السياق فان مصادر نيابية وصفت لـ”رأي سياسي” ما حصل حول قرار الرئيس ميقاتي بشأن الساعة بأنه حفلة جنون، حاول البعض خلالها ان يعيد عقارب الساعة الى الوراء ، بعد ان تحرك عنده العقل التقسيمي من خلال فرز البلد بين مؤيد للقرار ومنقلب عليه، آخذا على بكركي الدخول على خط السجال بشكل زاد الطين بلة. 
وتعتبر المصادر ان ما اطلق من مواقف على خلفية القرار بيّن أنّ بعض المسؤولين في لبنان يعيشون على كوكب آخر، أو أنهم غير مدركين لحقيقة ما يحصل على أرض الواقع، فالبلاد غارقة بجبل عال من الأزمات الماليّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، التي تتطلب من كل الافرقاء التفتيش عن السبل الآيلة الى معالجتها، بدل التلهّي بأمور لا تقدّم ولا تؤخر في حياة المواطنين، الذين لم يعد لديهم تحمل اعباء هذه الازمات المتشعبة . 
واذ اكدت هذه المصادر ان الرئيس ميقاتي لم يعد في وارد الاعتكاف وان كان هذا الامر قد جاء على ذكره في اللقاء الذي جمعه مع الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، فان الاتصالات المكثفة التي اثمرت عنها دعوة لانعقاد مجلس الوزراء للبحث في ما آل اليه قرار الابقاء على التوقيت الصيفي حتى اخر اسبوع من شهر رمضان المبارك صاغت ايضا مخرجا لهذه الازمة من شأنه ان ينهي “المهزلة” التي وضعت البلد على كف عفريت. 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى