صدى المجتمع

حظروها من “بولت” لكونها إمرأة.. سائقة تاكسي تكشف لـ”الديار” ما عانته من تمييز جنسي

إستطاعت المرأة اللبنانية الانخراط في مجالات عديدة لطالما اعتُبرت حكراً على الرجل، حيث تسعى منذ عقود إلى الحصول على كامل حقوقها عبر إثبات ذاتها وتحقيق الإنجازات لا سيّما على الصعيد المهني. وعلى الرغم من قدرتها العظيمة في تحمّل المسؤوليات التي تقع على عاتقها، يطاردها التمييز والعنصرية أمام الرجل خصوصاً على صعيد المجتمع العربي، حيث أن بعض القوانين لا تزال مجحفة بحق المرأة. مقولة انها نصف المجتمع سقطت أمام ذكورية التي ترسخّها المجتمعات بدءً من التربية الأسرية ليقف أمامها الكثير من العقبات والحاجة للكفاح من أجل تحقيق المساواة.

أمّا اليوم ومع تفاقم الأزمة الإقتصادية التي طالت معظم القطاعات وأدّت إلى إنهيار البلد، وفقم ا اشارت ماك مراد في صحيفة “الديار”، تحاول المرأة اللبنانية من جديد المكافحة في سبيل العيش الكريم واللجوء إلى طرق لم تسلكها من قبل بهدف الصمود في بلد تحكمه سلطة فاسدة، لتعود النظرة الجاحفة وتقمع وجودها.

في هذا الإطار، شاركت إحدى النساء اللواتي يقدن سيارة أجرة قصتها مع موقع “الديار” لافتتاً إلى أنها قررت اللجوء لتطبيق “بولت” الذي يؤمن توصيل الأشخاص عبر خدمة الطلب أونلاين، لكنها أثناء مزاولتها هذه المهنة، واجهت هذه المرأة الكثير من القمع والمحاولات لحظر إسمها من التطبيق وذلك فقط لكونها إمرأة حيث عبّر بعض الرجال عن إمتعاضهم من وجود إمرأة تنافسهم في المهنة فقاموا بإرسال العديد من التبليغات أو ما يعرف “بالريبورت” إلى حسابها ما أدى إلى إزالة إسمها من التطبيق.
وأضافت “إضطررت من بعدها ان أستمر بالعمل بخدمة التوصيل لأنها مصدر رزقي الوحيد مستعينة بإسم رجل حقيقي وواضعة نمرة سيارته بعد ان طلب مني مبلغاً كبيراً من المال مقابل هذه الخدمة وبالتالي بدل ان أقود سيارتي الخاصة في محاولة لكسب المال بأقل كلفة ممكنة أصبحت مجبرة على دفع المال لشخص لمجرد كونه رجل لأتمكن من الإستمرار بتأمين مدخول يكفيني”.

تحدثت السائقة التي إمتنعت عن ذكر إسمها عن أسفها لما يحصل قائلة “إنني ألجأ لهذه المهنة بهدف توفير لقمة العيش ودفع مستحقاتي من أجرة البيت والطعام الادوية لمعالجة مرضي حيث أعاني من مشاكل في المعدة والقلب. ولكن بعض الأشخاص يحاولون منعي ولا أفهم سبب هذا الحقد فكيف لمن يعاني مثلي لنفس الازمة الإقتصادية الحادة أن يسمح له ضميره بقطع الارزاق عن شخص بأمس الحاجة إلى المال وقد فضّل العمل بعرق جبينه بدل اللجوء لأساليب ملتوية”.

من الغريب أن يكون الدافع الوحيد وراء قطع “لقمة العيش” عن شخص هو هويته الجنسية الأمر الذي يدل على ذهنية ذكورية خطيرة لا تزال تفتك بمجتمعاتنا وتقع ضحيتها كل من كتب على هويتها “إمرأة”. ولدى سؤال موقع “الديار” لبعض مستخدمي خدمة التوصيل الأونلاين عما إذا كانوا يفضلون ان يكون السائق ذكراً ام أنثى، فضّل معظمهم الأنثى عن الذكر خصوصاً إذا ما كان المستخدم طفلاً من أطفالهم أو إمرأة. والغريب أيضاً أن بعض الرجال فضلوا أن يكون السائق إمرأة، ما يؤكد أن هؤلاء يشعرون بالأمان مع سائق إمرأة وليس رجل، ما يأخذنا إلى الإعتقاد بأن المرأة أصبحت تنافس الرجال حتى في الأعمال الحرّة، إنما البعض لا يقبل المنافسة الشريفة بل يحاكم الآخر ليس على عمله بل على جنسه.

وإلى جانب سيارات الأجرة برزت ظاهرة قيادة النساء لسيارة “التوك توك” لكون الكلفة التشغيلية لهذه الأخيرة أقل بكثير من سيارات الأجرة العادية ليصبح “التوك توك” مصدر عيش تلجا إليه النساء أيضاً في هذه الأيام الصعبة.

من المؤكد أن الأزمة الإقتصادية التي تضرب لبنان هي كابوس مظلم. لكنها إستطاعت أن تظهر القدرات الهائلة لدى هذا الشعب المكافح بمقاومة الفقر والجوع. لذا دعوا المرأة وشأنها وإسمحوا لها بالمكافحة للبقاء على قيد الحياة وتأمين العيش الكريم، فالأزمة لا تقع على عاتق جنس واحد بل هي تضربنا جميعاً ذكوراً وإناث.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى