رأي

حزب سارة فاغنكنيشت.. التذبذب بين أقصى اليسار وأقصى اليمين

كتب مارسيل فورستيناو, في “DW” :

تسعى الرئيسة السابقة المشاركة لحزب اليسار لدخول البرلمان من جديد، ولكن هذه المرة كزعيمة لحزبها الذي يحمال اسمها. أين موقعها في الطيف الإيديولوجي للأحزاب الألمانية؟ وأين تتفق وتختلف مع الحزب الذي انشقت عنه، حزب اليسار؟

انطلاقة مذهلة: حقق حزب سارة فاغنكنيشت، الذي تأسس في يناير/ كانون الثاني 2024 منشقاً عن حزب اليسار، نتائج معتبرة في الانتخابات المحلية في ثلاث ولايات في نفس العام. ففي ولايتي براندنبورغ وتورينغن، أصبح الحزب، الذي لم يمض على تأسيسه سوى عام واحد، جزءاً من الائتلاف الحاكم. وكان من الممكن أن يحدث هذا أيضاً في ولاية ساكسونيا، ولكن مفاوضات الائتلاف مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي باءت بالفشل.

وفي الانتخابات الاتحادية المبكرة المقرر إجراؤها في 23 فبراير/شباط 2025، يريد الحزب الوليد دخول البرلمان الألماني لأول مرة. وللحزب في البرلمان الحالي عشرة نواب، بيد أنهم فازوا بمقاعدهم كأعضاء في حزب اليسار. هل سيتمكن الحزب من تخطي عتبة الخمسة بالمائة اللازمة لدخول البرلمان؟ سؤال سنعرف جوابه بعد 23 شباط/فبراير.

سارة فاغنكنيشت ضد دعم أوكرانيا بالسلاح
إذا نجح الحزب في الوصول إلى البرلمان الألماني (بوندستاغ)، فربما يتعين على التحالف الذي يحمل اسم زعيمته سارة فاغنكنيشت أن يكتفي بدور المعارضة. السبب الرئيسي: إنه يدعو إلى التوقف النهائي عن تسليم الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا، التي تعرضت للعدوان الروسي في انتهاك للقانون الدولي. وهذا الموقف غير مقبول بالنسبة للأحزاب الحاكمة المحتملة: التحالف المسيحي، المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري الحزب المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر.

بما يخص البرنامج الحزبي، فإن التداخل بين حزب سارة فاغنكنيشت وحزب اليسار كبير نسبياً. ولكن أهم نقاط التعارض هو في سياسة الهجرة واللجوء. يدعو حزب سارة فاغنكنيشت، مثل معظم الأحزاب الأخرى في ألمانيا، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه اللاجئين.

ولكن الآراء تقترب من حد التطابق فيما يتعلق بالحرب والسلام. ويعتبر كل من حزب سارة فاغنكنيشت وحزب اليسار أن أي شكل من أشكال الدعم العسكري، سواء لأوكرانيا أو إسرائيل في حرب غزة، أمر خاطئ.

واثقة من قدرة حزبها على دخول البوندستاغ
ويحذر كلا الحزبين من إمكانية جر ألمانيا إلى الحرب. وتقول سارة فاغنكنيشت: “نحن بحاجة إلى حكومة ألمانية تفعل كل شيء من أجل الحد من هذا الخطر”.

ورئيسة الحزب مقتنعة كل الاقتناع بأن حزبها سيتمكن من دخول البرلمان: “من المؤكد أن النتيجة القوية سيكون لها تأثير على السياسة. وفي أفضل الأحوال، ستكون لدينا الفرصة لتشكيل الحكومة”.

نشأت وترعرعت الخبيرة الاقتصادية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقاً). وقد كررت أكثر من مرة رأيها أن مصطلحي “اليسار” و”اليمين” أصبحا من الماضي.

من أجل نهج مختلف في التعاطي مع حزب البديل
وسارة فاغنكنيشت ليس لديها أي تحفظات بشأن التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا. وقالت في عام 2023 إن البعض في حزب البديل يتعرض لمعاملة غير عادلة؛ إذ يتم وصفهم بالنازيين: “هناك ببساطة أشخاص محافظون كانوا في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي”.

وتدافع سارة فاغنكنيشت عن أليس فايدل، مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا لمنصب المستشار/ة. وتؤكد في فيلم وثائقي بثته القناة الألمانية الثانية ZDF العامة أن “السيدة فايدل هي رئيسة حزب يضم نازيين، لكن السيدة فايدل ليست نازية”. وتضيف أن “إقصاء حزب البديل من أجل ألمانيا هو استراتيجية غبية”. ولكن الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) ترى الأمور بشكل مختلف. بالنسبة لهم، التعاون مع حزب البديل من اجل ألمانيا أمر غير وارد. ويدعو البعض حتى إلى اللجوء إلى تقديم طلب للمحكمة الدستورية الاتحادية لحظر الحزب.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى