![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2023/10/Capturegg.png)
حسين زلغوط
خاص_ رأي سياسي
منذ اليوم الاول لتنفيذ عملية “طوفان الاقصى”، وما تبعها من هجوم اسرائيلي بالحديد والنار على قطاع غزة، بدأت تطرح الاسئلة حول ما اذا كانت هذه الحرب ستبقى محصورة بين اسرائيل وحركة حماس على ارض فلسطين، ام ان إطار هذه الحرب ستتوسع وتندلع المواجهة بين اسرائيل و”حزب الله”؟
بعد خمسة ايام من اندلاع هذه الحرب، يبدو ان الوقائع الميدانية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة تشي بأن الاوضاع في هذه المنطقة التي تشهد يوميا مواجهات محدودة بين المقاومة والاسرائليين، ربما تتبدد مع قابل الايام وفقا لمجريات الاحداث الجارية في قطاع غزة، حيث ان الجانبين يضعان اليد على الزناد استعدادا لأي طارئ.
وفي هذا السياق أكد مصدر وزاري لـ”رأي سياسي” ان هذه المواجهات شبه اليومية على الحدود لن تبقى محدودة وهي حتما ستتدحرج في الدقائق الاولى التي ينطلق فيها الهجوم البري على غزة، وذلك انطلاقا من مفهوم وحدة الساحات التي انشأت لأجلها غرفة عمليات مشتركة، فحزب الله لن يسمح بأي شكل من الاشكال الاستفراد بغزة لازاحتها من المعادلة كون ان حركات المقاومة فيها هي جزء اساسي وفاعل من ضمن قوى الممانعة في المنطقة.
وفي رأي المصدر ان الاميركي هو من يدير المعركة الان وليست الحكومة الاسرائيلية التي لم تستفيق من الصدمة الى الآن، وان الخطاب الذي القاه الرئيس جون بايدن وارساله اكبر حاملة طائرات في المنطقة بالتزامن مع ايفاد وزير خارجية بلاده الى تل ابيب لهو اكبر دليل ان واشنطن قد دخلت بالمباشر على خط هذه الحرب وان كان ذلك بحجة سقوط قتلى اميركيين عدا عن وقوع اكثر من خمسة عشر اميركيا في الاسر، كما انه كان لافتا ان الرئيس بايدن المعروف بأنه على خلاف مع بنيامين نتنياهو وانه في احدى المرات رفض الرد على مكالمته قد اجرى اربعة مكالمات هاتفية مع رئيس وزراء اسرائيل في غضون خمسة ايام، من اجل شد عصبه وطمأنته بأن أميركا الى جانب اسرائيل في هذه المعركة.
ويؤكد المصدر ان “حزب الله” يرصد بتقنية فائقة ما يحصل في المنطقة، وهو منتبه لما يحاك للمنطقة ان كان على مستوى السعي الاميركي لتحقيق اكبر قدر ممكن من عمليات التطبيع مع الدول العربية، او على مستوى ما يجري في فلسطين لناحية ضرب محور بارز من محور المقاومة، وهو يدرس بالطبع كل الخيارات التي تصب في خانة قطع الطريق امام اميركا واسرائيل من تحقيق اهدافها، وان المقاومة لن تتوانى في الدخول في صلب هذه المعركة في حال كانت هناك من اخطار على محور المقاومة.
ويلفت المصدر النظر الى ان المساحات الاكبر مما يسمى اسرائيل ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة، حيث ان قوة النار التي ستستخدم في حال اندلعت المواجهة ستفاجئ اسرائيل واميركا والعالم، وان ما بعد السابع من تشرين الاول لن يكون كما قبله، بحيث ان المشهد في المنطقة سينقلب رأساً على عقب.
وفي اعتقاد المصدر الوزاري ان آلة التدمير التي مسحت احياء ومناطق بكاملها في غزة، هو محاولة اسرائيلية للتعويض عما اصب هيبتها نتيجة عملية “طوفان الاقصى” وهي سبق ان قامت بالفعل نفسه منذ سنوات ولم تحقق شيئاً لا بل ان الفلسطينيين ازدادوا قوة وصلابة، وانهم نقلوا المعركة الى الداخل الاسرائيلي، وهذا يعني ان تدمير الوحدات السكنية لن يغير من المعادلة والدليل انه وبالرغم من حجم الدمار فان المئات من صواريخ حركة حماس بقيت تطلق وتطال العمق الاسرائيلي.
ويعتبر المصدر الوزاري ان هذه الحرب ربما لا تتوقف في غضون ايام، لكنها حتما ستحدث متغيرات في المنطقة اقله ذهاب مسألة التطبيع ادراج الرياح، وان باكورة ذلك هو ابلغ السعودية الجانب الاميركي وفق المعلومات عن وقف كل المحادثات بشأن التطبيع مع اسرائيل، لا بل ان مجلس الوزراء السعودي اكد الاستمرار بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل، وهذا الموقف يعني ان المملكة لن تكون في وارد اي حديث عن التطبيع اقله في المرحلة الراهنة، وانه في المقابل ربما يصار الى احياء المبادرة العربية للسلام وقيام الدولتين وهذا ربما ما ستسعى اليه ادارة بايدن مع قابل الايام.