حسين زلغوط, خاص – “موقع رأي سياسي” :
على الرغم مما يعتري العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” من بعض التوترات منذ عدة شهور، غير أن الجانبين يحرصان على عدم رفع المتاريس في وجه بعضهما البعض، وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة وان بشكل ضيق، لانه على ما يبدو ان هناك توجه لدى الطرفين بعدم قطع “شعرة معاوية” كون أن النظرة موحدة حيال القضايا الاستراتيجية وأن الخلاف في وجهات النظر محصور في ملفات داخلية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي. ويتكرس هذا التوجه مع إبقاء الخطاب السياسي بينهما مضبوط الإيقاع و”مدوزن” الى حد ان المصطادين في الماء العكر في الداخل والخارج تحيّرهم مسألة عدم انفلات العلاقة بين الجانبين من عقالها رغم المسافات التي تبعدهم عن بعض حيال بعض الملفات، حيث يصل بهم الظن في بعض المحطات الى انتظار انفجار الوضع بين حارة حريك و”ميرنا الشالوحي” ووقوع الطلاق الخلعي بينهما، غير أن سرعان ما يتبين ان ما يظنونه سيقع ما هو الا مجرد وهم وأضغاث أحلام لا أكثر ولا أقل.
لا أحد ينكر ان العلاقة بين الحزب والتيار تمر حالياً بمرحلة صعبة الى حد ما، في ظل الخلافات على الملفات ، وخصوصاً رئاسة الجمهورية، وعمل الحكومة، وكيفية مقاربة الحرب على قطاع غزة، والوضع في الجنوب، غير أن “حزب الله” ان على مستوى النواب أو القيادات الأخرى يحرصون على عدم الدخول في سجالات، ولشرح وجهة نظره من القضايا الخلافية زار وفد من كتلة “الوفاء للمقاومة” منذ مدة الرئيس العماد ميشال عون واطلعه على الاسباب الكامنة وراء الموقف الذي اتخذته المقاومة من التطورات في فلسطين المحتلة وفي قطاع غزة وفي الجنوب، وكان عون متفهما لما عرض عليه وقد طرح بعض الأسئلة والإستفسارات وحصل على اجوبة واضحة عليها، وهذا يعني ان كل شيء ما زال قابل للأخذ والرد، وأن الهوة الموجودة بين الطرفين لا يستحيل ردمها.
وترى مصادر عليمة بما يجري بين الحزب و”التيار” ان القول بأن العلاقة بين الطرفين هي في مرحلة موت سريري هو أمر مبالغ فيه كثيراً، وان ما نقل عن الرئيس عون في المدة الأخيرة لا يعني إنكسار الجرة على الإطلاق، فعند أي حليفين سياسيين يحصل تفاوت في النظرة حيال قضايا مطروحة، وهذا لا يعني حدوث فراق في بينهما، والدليل على ان العلاقة بين الحزب والتيار لا تشبه مثيلاتها هو مرور البلد بمحطات داخلية مخيفة وحافظت العلاقة بينهما على طبيعتها ولم تتأثر بموقف من هنا وهجوم من هناك، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان ما يجمع بينهما اكثر مما يفرقهما.
وفي هذا السياق يؤكد مقربون من الحزب لموقع” رأي سياسي” أن قيادة “حزب الله” حريصة على ابقاء التواصل مع “التيار الوطني الحر” الى آخر نفس، مع التشديد على انه بخلاف ما يقال، فان التواصل قائم لا بل وجيد مع النائب جبران باسيل، مشيرين الى أن الخلاف الفعلي هو حول رئاسة الجمهورية وتمسك الحزب بالمرشح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وزاد الشرخ الى حد ما عندما بدأ باسيل يتحدث حوله بالإعلام، وكان يفترض ابقاء النقاش بعيداً عن الإعلام.
واذا كانت العلاقة من الصعب عودتها الى مرحلتها السابقة، فان الحزب باعتقاد المقربين منه لا يمانع من نسج تحالفات على القطعة، لأنه حريص على عدم وقوع القطيعة، من منطلق أنه لا ينسى التاريخ الطيب، مشيرين الى وجود تعليمات داخلية في الحزب بضرورة “ضبضبة” اي مشكل حول أي نقطة خلافية وابقائه في النطاق المحدود.