
لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي…
عشية انعقاد جلسة انتخاب الرئيس غدا تشتد المواجهة بين فريقي نواب المعارضة من جهة، وفريق “الثنائي الشيعي” من جهة ثانية، حيث تستعمل كافة الأسلحة الهجومية من خلال اطلاق المواقف عالية النبرة، لا سيما بعد خطاب رئيس تيار ” المردة” سليمان فرنجية وموقف منافسه الوزير السابق جهاد ازعور، وفي الوقت التي لا تزال حركة “البوانتاج” ناشطة تعددت السيناريوهات حول مسار الجلسة، مع استمرار غموض مواقف بعض النواب والكتل، ومنها كتلة “الاعتدال الوطني”، وأبلغت مصادرها “رأي سياسي” ان الكتلة حسمت موقفها بعدم انتخاب فرنجية ولا ازعور ، مؤكدة في الوقت نفسه المشاركة في الجلسة وعدم تعطيل النصاب، مشيرة الى انها لا تزال تتشاور مع بعض النواب المستقلين وخصوصا نواب السنة في صيدا وبيروت حتى ربع الساعة الأخيرة.
من ناحيته أبدى النائب وضاح الصادق ل”راي سياسي” اسفه لما اعلنه فرنجية من مواقف يوم الاحد الماضي، وقال:” لو كان هناك من امل ضئيل فقد تلاشى بعد ما اطلقه من عبارات معيبة تم استعمالها”، مستغربا عدم إعلانه اي برنامج رئاسي او خطة عمل مستقبلية.
وقال: “مواقف المعارضة كانت منذ البداية إيجابية عكس ما اعلنه فرنجية، وهذا الامر كان واضحا من خلال ترشيحنا النائب ميشال معوض، وقد ذهبنا بكل ديموقراطية الى المجلس النيابي، ولم نقاطع يوما أي جلسة انتخابات دعا اليها الرئيس بري، وخلال فترة الشغور وقبلها عقدنا كمعارضة سلسلة اجتماعات واعتبرنا ان معوض يمثل الى حد كبير مشروعنا، رغم ذلك فاننا قلنا ان لا مانع لدينا اذا كان ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون هو الحل ولكن قيل ان الامر يحتاج الى تعديل دستوري والرئيس بري لا يريد التعديل”.
وذكرّ صادق ان مرشح بعض نواب التغييّر كان بالاساس صلاح حنين ولكن رفضه الفريق الاخر فتخلينا عنه، ولم يبقى امامنا سوى زياد بارود ، نعمة افرام و جهاد ازعور ، وعندما اخترنا الأخير تم وصفه بانه مرشح تحد ويمثل مشروع صهيوني.
وحول تحضيرات الربع الساحة الأخيرة يشير النائب صادق ان هناك تواصل مكثف مع معظم النواب الذين يمثلون المعارضة والتغيّير، كذلك الامر مع بعض النواب الذين لا يزالون مترددين في خيارهم، للتأكيد عليهم بان لديهم مسؤولية، خصوصا ان البلد يسير نحو الانهيار في ظل الفراغ القاتل الذي نعيشه.
وأشار الى ان على النواب اتخاذ القرار الذي يروه مناسبا دون العودة الى ناخبيهم، لانهم هم في الأساس الذين وضعوا ثقتهم بهم، والمحاسبة ستكون في الانتخابات النيابية المقبلة.
ورأى ان من حق كل نائب التصويت بشكل ديموقراطي لاي اسم يريده، ولكن المهم عدم التعطيل لاي سبب ، مقدرا موقف الوزير السابق زياد بارود.
وحول قرار نواب السنة، قال صادق:” نحن النواب السنة الذين نؤيد ترشيح ازعور عددنا اكثر من نواب السنة في” تكتل الاعتدال.”
واكد ان الموقف السعودي واضحا وهو بعدم التدخل بقرارات النواب، وكل ما تريده المملكة هو انتخاب رئيس لا يمثل خطرا على المحيط العربي ، ومن ثم اتخاذ القرار بكيفية دعم لبنان، مع تشديدهم على أهمية البدء بعملية الإصلاح ووقف الفساد .
ويتوقع صادق ان يحصل ازعور على ما بين ٥٥ صوتا الى ٦٥، مشيرا الى ان هناك تخوف من انه في حال وجد الفريق الاخر ان التصويت لازعور سيكون مرتفعا، فمن الممكن تعطيل نصاب الجلسة في الدورة الثانية من خلال خلق استفزازات واشكاليات وتحويلها الى جلسة شغب.
وقال:”اذا لم نصل الى انتخاب رئيس في جلسة الغد قد نستمر في فترة فراغ طويلة، بانتظار وصول الفريق الاخر الى قناعة بان عليهم التخلي عن مرشحهم وان المعادلة تغّيرت”.
وختم بالتأكيد بان موقف المعارضة مرن في التعاطي، “وهذا الامر بدا واضحا من خلال تبديل اسم المرشح معوض بأزعور، ورغم ان الأخير هو مرشحنا النهائي، ولكن اذا راينا في مرحلة متقدمة ان هناك شخصية أخرى تشبه بالفكر ويمكن التوافق عليها فإننا قد نسير بها”.