أبرزرأي

حرب بلا أفق

كتبت صحيفة “الخليج”: لأن الحرب طويلة، ولا أفق لحل سياسي، وانعدام أي مبادرة غربية جدية لتسوية على أساس مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا تأخذ في الاعتبار مطالب الجانبين، وتحقق أمناً متبادلاً في أوروبا، ولأن الغرب مصرّ على المضي في دعم كييف بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً بهدف إلحاق الهزيمة بالجيش الروسي، فإن موسكو التي تدرك ذلك، بدأت عملية مراجعة لخططها العسكرية ووسائل القتال والأسلحة والميزانية العسكرية، واختبار أساليب جديدة للقوات الصاروخية والمدفعية، بما يسمح لها بمواصلة القتال إلى أطول فترة ممكنة، وإحباط الخطط الغربية، وهو ما كشف عنه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قبل يومين، خلال اجتماع في مركز مراقبة الدفاع الوطني، مؤكداً أنه ستتم زيادة مخصصات تمويل وزارة الدفاع مرة ونصف المرة خلال عام 2023، وأنه يتم اختبار طرق جديدة للاستخدام القتالي للقوات الصاروخية والمدفعية، وأن أكثر من 300 ألف من جنود الاحتياط تم استدعاؤهم في إطار خطة التعبئة الجزئية، وتدريب أكثر من 8000 فرد لقيادة الدبابات والمدرعات والمدفعية، والتحكم في الدفاع الجوي والطائرات والحرب الإلكترونية.

يذكر أن موازنة وزارة الدفاع الروسية لعام 2022 تبلغ 76.6 مليار دولار، ويبلغ عديد القوات الروسية نحو 2.5 مليون جندي مع الاحتياط، ومع الزيادة الجديدة لمخصصات وزارة الدفاع فمن المفترض أن يتضاعف هذا الرقم مرة ونصف المرة، من أجل تلبية احتياجات الجيش وتوفير ما يمكن من أسلحة وعتاد استعداداً لحرب طويلة.

من الواضح أن هناك هوة سحيقة في العلاقات بين روسيا والدول الغربية، وأن الثقة معدومة تماماً، ما يجعل من الحرب الأوكرانية «حرب إرادات» لها علاقة مباشرة بالصراع المحتدم على النظام الدولي، وأن كل طرف يضع كل ما لديه من عوامل القوة في الميدان، سياسياً واقتصادياً ومالياً وعسكرياً، ولم يعد التعويل على المبادرات السياسية والحلول عبر المفاوضات مجدياً، على ما يبدو حتى الآن.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبّر عن ذلك أمس، بقوله، إن الغرب اتبع نهج الإبقاء على الاتفاقات والمعاهدات مجرد «حبر على ورق». وأشار إلى أن الغرب كان يراهن على «إسقاط روسيا ومكانتها في أوروبا والعالم»، وكشف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح ميثاقاً للأمن مع أوروبا وحلف «الناتو»، «لكن الغرب رفض»، مشدداً على أنه «لا يمكن لأي طرف ضمان أمنه على حساب أمن الآخرين».

نحن إذاً أمام قطيعة كاملة بين الطرفين، وأمام مواجهة مفتوحة وبلا أفق بينهما. وقد عزّز ذلك ما أعلنه أمين عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، خلال زيارته إلى ألمانيا، بقوله: «دول الحلف ستستمر في دعم أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة كلما اقتضت الضرورة ذلك»، ورحب بجهود دول الاتحاد الأوروبي لوضع استراتيجية للدفاع المشترك «طالما لا يضعف ذلك حلف الناتو».

الصورة قاتمة جداً.. والتسوية ليست في متناول اليد.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى