خاصأبرزرأي

حرب المواجهة اقتربت

محمد حسن الساعدي_ خاص موقع “رأي سياسي”:


يبدو أن الوسائل التي يستخدمها الكيان الاسرائيلي في حربه ضد التوسعية ضد غزة أخذت منحى آخر باتجاه الشمال، وهذه المرة بدأت تل ابيب بالاستعداد لحرب مع لبنان وتحديداً حزب الله والذي يحاول فيها تحقيق نصر بعد الفشل الذريع الذي منيت به آلته العسكرية على مشارف غزة، وعجزه عن تحقيق أي تقدم او نصر على الارض، او محاولة تلميع صورته داخلياً، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الاحزاب المعارضة في تل أبيب والتي بدأت تضغط على نتنياهو من أجل إنهاء الحرب والبدء بمفاوضات مباشرة مع حماس وعودة المستوطنين الى الاراضي المحتلة في جنوب اسرائيل.
التفجيرات الاخيرة التي حدثت في لبنان الثلاثاء والتي كانت عبر استهداف اجهزة الاتصال “البيجر” وهي اجهزة تستعمل الرسائل دون الحاجة الى انترنت ويستخدمها عناصر حزب الله في التواصل فيما بينهم والتي أسفرت عن استشهاد تسعة أشخاص واصابة المئات وهنا تطرح تساؤلات جوهرية حول دور إسرائيل، وما إذا كان هذا الخرق الأمني جزءا من استراتيجية أوسع لإشعال المنطقة وتوسيع الحرب شمالاً، وبالرغم أن إسرائيل امتنعت عن الإعلان صراحة عن مسؤوليتها عن العملية، إلا أن الدلائل تشير إلى تورطها فيها حيث نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين مطلعين قولهم أن إسرائيل “نفذت عمليتها” ضد حزب الله الثلاثاء بـ “إخفاء مواد متفجرة داخل دفعة جديدة من أجهزة اتصال تايوانية الصنع تم استيرادها إلى لبنان”.
إن امتناع إسرائيل عن إعلان مسؤوليتها يعود إلى حالة “الوضع المريح لجميع الأطراف من أجل احتواء الأزمة”، بالإضافة الى محاولة تل أبيب جر المنطقة الى صراع جديد، وإن “هذا الخرق الأمني ليس مجرد استهداف لحزب الله، بل هو عدوان على لبنان بأسره، وإن إسرائيل تسعى من خلال هذه الأفعال إلى توسيع الصراع وربما الدفع نحو حرب شاملة إذا لم تتوقف عن هذا السلوك.”
التفجيرات الاخيرة وبحسب الخبراء تمثل “الجيل الرابع من الحروب”، كما أنها تعكس تطورا تكنولوجيا متقدما في الصراع وهو خطوة تكنولوجية متقدمة تهدف إلى ضرب منظومة الاتصال للطرف الآخر ينبغي إعادة جميع الحسابات الخاصة”.
ربما تكون هذه العملية الارهابية الالكترونية” مقدمة لعمليات ميدانية لاحقة أكبر”، أو أنها محاولة لوقف التصعيد بدلاً من إشعاله. فإسرائيل “تسعى دائما إلى تفادي التوسع في الصراع وإعادة الأمور إلى السيطرة على الأراضي التي تعتبرها ذات أهمية استراتيجية”، خصوصاً بعد التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، بدأ ممارسة “ضغوط” على القادة من أجل الموافقة على تنفيذ هجوم بري جنوبي لبنان، يهدف إلى إنشاء “منطقة عازلة” تصل ابى 10 كليو في العمق اللبناني، إذ تنقل التقارير الواردة عن هيئة البث الإسرائيلية والقناة الـ13 الإسرائيلية، أن غوردين “يضغط على صناع القرار لبدء توغل واسع في لبنان”.
إسرائيل إذا كررت تجربة هجوم يوليو 2006 وأقدمت على الدخول إلى مساحات لبنانية، فإن حزب الله سيكون لها بالمرصاد”، خصوصاً وان حزب الله مستعد تماماً وفي حالة تأهب قصوى للرد على أي مجازفة او تهور، ويكفي الإسرائيليون الدرس الذي لقنهم فيه حزب الله في صيف 2006 بـ160 إسرائيليا قتيل غالبيتهم عسكريون ،وأن اسرائيل لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى