حرب أميركية أوروبية صهيونية على غزّة المحاصرة
كتب سلطان ابراهيم الخلف في صحيفة الراي.
من شعارات صدام التبريرية لاحتلاله الغاشم للكويت «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»، متهماً الكويت بأنها تسرق النفط العراقي. كذلك الصهاينة ابتدعوا مبرّرات للاعتداء على غزة من خلال نشر أكاذيب مثل إقدام «حماس» على قطع رقاب الأطفال واغتصاب النساء في عملية «طوفان الأقصى».
تلقف الرئيس الأميركي جو بايدن، هذه الأكاذيب من الإرهابي نتنياهو، وصرّح بأن أمن اليهود في خطر وأشار إلى كذبة قطع رقاب الأطفال واغتصاب النساء ليعترف البيت الأبيض في ما بعد بأنه لم يتم التأكد من حقيقة هذه الأخبار، لكن بعد بدء شن الحرب الجوية والبرية والبحرية على سكان غزة المحاصرين. وحتى يوضع الصهاينة في أجواء الهولوكوست صرّح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في زيارته للكيان الصهيوني بأنه «جاء ليس بصفته وزيراً للخارجية فقط ولكن كيهودي فرّ جده من القتل»، يقصد القتل النازي. بذلك يكون الاثنان قد تفوقا على وزير الدعاية النازية غوبلز «اكذب حتى يصدقك الناس».
قدّمت الولايات المتحدة صواريخ وذخائر وقنابل شديدة الانفجار شجعت الكيان الصهيوني على التمادي في قتل الضعفاء من الأطفال والنساء والمدنيين بالقصف العشوائي، وهي جرائم حرب تتجاوز بكثير جرائم الحرب التي ارتكبها الرئيس الروسي في أوكرانيا وقد طالبت الولايات المتحدة بإدانة بوتين ومحاكمته عليها، وهو ما يدل على ازدواجية المعايير التي دائماً ما يمارسها الأميركان في صالح الكيان الصهيوني.
يأتي هذا الدعم الأعمى من بايدن للصهاينة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية والحاجة إلى كسب المزيد من الناخبين، فمن جهة هو يدغدغ مشاعر اليهود الصهاينة الأميركيين، ومن جهة أخرى يغازل اليمينيين المسيحيين الذين يتعاطفون مع الرئيس الأميركي السابق ترامب. بالمثل فإن الإرهابي نتنياهو وجدها فرصة لشن حرب شاملة يتمنى أن يتخلّص فيها من «حماس» من أجل إعادة تأهيله بعد مطالبته بالاستقالة لأسباب تتعلق باتهامه بالفساد وتقبل الرشاوى ومحاولاته تحييد المحكمة العليا حتى يفلت من العقاب القضائي الذي يلاحقه. فالاثنان مستعدان لارتكاب جرائم حرب من أجل مصالحهما السياسية.
لم يعد مجدياً التعتيم الإعلامي الغربي على جرائم الصهاينة منذ بدء حربهم على غزة، حيث صور الدمار الذي أصاب المباني والقتلى من الأطفال والنساء والمدنيين وقطع الكهرباء والماء وقصف المستشفيات بدأت تنتشر بشكل واسع في وسائل التواصل، ويشاهدها الملايين، وتحرج المسؤولين الأوروبيين والأميركيين، والتي من المؤكد سوف يكون لها تأثير كبير في تأليب الرأي العام العالمي على الكيان الصهيوني المحتل، والتحوّل نحو إدانته، والضغط عليه بوقف حربه الجنونية التي تستهدف المدنيين بالدرجة الأولى وتعرّض أسرى الصهاينة للخطر، الأمر الذي يعني أن الصهاينة كاذبون في تبرير شن الحرب على غزة من أجل الحفاظ على أمن وسلامة مواطنيهم الصهاينة. يؤكد إصرار البيت الأبيض على دعم الصهاينة في حربهم على غزة وقتل سكانها المدنيين ما ذهب إليه في كتابه «الدول الفاشلة» عالم اللسانيّات اليهودي نعوم شومسكي الناقد لسياسات الصهاينة «بأن الولايات المتحدة أصبحت دولة فاشلة وتشكّل خطراً على شعبها وعلى العالم». تبحث عن إراقة الدماء في كل مكان.