حدث فجر أول رمضان.. الصورة كاملة
كتب علي محمود في “الأهرام”:
ربما في سابقة تاريخية يشهد رئيس مصر في فجر أول أيام شهر الصوم افتتاح أكبر صرحين عملاقين في العالم على أرض مصر، وفي العاصمة الإدارية الجديدة رمز الجمهورية الجديدة، فإن هذا الحدث في توقيته ومكانه وضخامته يحمل من الدلالات والرسائل ما يؤكد الخير في هذا البلد العظيم، وسلامة الطريق الوعر الذي تشقه القيادة السياسية نحو الجمهورية الجديدة التي تجسد مكوناتها التي نراها تتحقق كل يوم، كما يؤكد أننا أمام مصر العظمى.. دولة بالفعل تليق بتاريخ وحضارة هذا الشعب العظيم.
افتتاح الرئيس السيسي المسجد الكبير والمركز الثقافي الإسلامي العالمي بالعاصمة الإدارية فجر اليوم هو الحدث الأهم في أول أيام الشهر الكريم.. مشروعان عملاقان حصلا على ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة جينيس العالمية؛ حيث ضم المسجد الكبير – وهو اسم على مسمى – أكبر منبر في العالم، بارتفاع 16 مترًا و45 سم، وأثقل وأكبر نجفة في العالم؛ حيث بلغ وزنها 25 طنًا، وقطرها 22 مترًا وطولها 22 مترًا، وتحتوي على 5000 وحدة إضاءة.
كما تبلغ مساحة مسجد مصر 14 ألف متر مربع، ويحتوي على 3 مداخل رئيسية تعلوها قباب إسلامية، بالإضافة إلى مدخل خدمي رابع، ويتكون المسجد من صحن الصلاة بمساحة 9600 متر مربع، ويسع 12 ألف مصلٍ تعلوه قبة إسلامية رئيسية بقطر داخلي 29.5 متر، و6 قاعات تبلغ مساحة القاعة الواحدة 350 مترًا، وتعلو كل منها قبة إسلامية.
فيما يبلغ عدد المصلين بالساحة العلوية نحو 40 ألف مصلٍ، وعدد المصلين بالساحة السفلية 55 ألفًا وإجمالي عدد المصلين 107 آلاف مصلٍ، وترتفع المئذنتان حوالي 140 مترًا عن سطح الساحة العلوية، وتبلغ المساحة الكلية للواحدة 1600 متر.
كما يعد مركز مصر الثقافي الإسلامي أحد أهم الصروح العملاقة في العاصمة الإدارية، وتم إنشاؤه بأحدث الإمكانات العالمية؛ ليكون مركزًا بمستوى عالمي يهدف إلى نشر الفكر والثقافة وصحيح الدين.
سيخرج علينا دعاة الإحباط، وأهل الشر، والمنظرون ومن ينظرون تحت أقدامهم – كالعادة – ليقولوا ما ضرورة هذه المشروعات المكلفة في ظل أزمة اقتصادية؟ وهل هذه المشروعات أولوية؟ وسنسمع كلامًا كثيرًا ولغطًا اعتدنا عليه عند افتتاح كل مشروع، بل هم يشككون في جدوى المشروعات التي كانوا يرونها أولوية، وحين تتحقق على أرض الواقع تصبح غير ذي جدوى..
لكن تبقى الحقيقة المؤلمة لهؤلاء؛ أن مصر ماضية في طريق البناء بخطى ثابتة وبخطط مدروسة غير عابئة بمن يشككون ومن يعطلون هذه المسيرة.
زيارة واحدة للعاصمة الإدارية التي كانت قبل سنوات صحراء جرداء كفيلة بالرد على دعاة الإحباط وبث روح اليأس.
المؤكد أن هناك معاناة في الحياة وصعوبات تواجه المصريين في تدبير معيشتهم اليومية، شأن شعوب العالم التي تواجه أزمة عالمية غير مسبوقة منذ إغلاقات كورونا، وما تلا ذلك من تداعيات للحرب الروسية الأوكرانية طالت كل الشعوب، لكن تبقى الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أو إنكارها أن الدولة المصرية تتصدى للتداعيات بكل الوسائل، وتخفف عن محدودي الدخل بمبادرات كثيرة، وفي ذات الوقت تسير في خطط تنفيذ المشروعات والمرافق؛ وهي علامات للتعافي يفهمها الاقتصاديون ويدركها أهل الخبرة.. وحين يوافق البنك الدولي أمس على خطة تعاون مع مصر بقيمة 7 مليارات دولار، فإن ذلك يعني دلالات كثيرة أبسطها أن البنك مطمئن ولديه قناعة وثقة كبيرة في مستقبل هذا البلد واقتصادها.
وهذه هي الحقيقة التي يتجاهلها دعاة التشكيك، نعم تلك هي الدولة العظمى التي تتشكل اليوم، والأمانة تقتضي أن نستحضر الصورة كاملة والمشهد كما هو، فإذا كان الرئيس قد افتتح فجر اليوم مسجد مصر الكبير؛ كأحد الصروح العملاقة في العاصمة، فهو قبل أيام افتتح أكبر صرح صناعي للكيماويات، وقبله مصنع عملاق للصناعات الغذائية، وقبله مشروع عملاق لاستصلاح وزراعة 3.5 مليون فدان، وقبله مشروع عملاق لتنمية سيناء، ناهيك عما تم افتتاحه من مشروعات كبرى في الطرق والكباري لا تعد ولا تحصى، ومثيلاتها في الصناعة والتجارة والخدمات والإسكان..
..هكذا يمكنك أن ترى صورة كاملة لمصر العظمى.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا