أبرزرأي

حجم الخروقات الاسرائيلية اليومية يهدد اتفاق الهدنة بالإنهيار

حسين زلغوط, خاص – موقع “رأي سياسي”:

يوم غد الجمعة يكون قد مضى شهر على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه بين لبنان والعدو الاسرائيلي ابتداء من 27 تشرين الثاني لمدة 60 يوما يصار بعدها إلى خيارين:
وقف دائم للأعمال الحربية ومعالجة الخلافات بواسطة اللجنة المشكلة من خمسة أعضاء عسكريين: أميركي وفرنسي ولبناني واسرائيلي، بالإضافة إلى “اليونيفيل” ومنح كل من المتحاربين حق الدفاع عن النفس والمكرس بموجب المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة..
أما الخيار الثاني فهو العودة إلى مواصلة الحرب بين الطرفين.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، يمارس العدو الاسرائيلي خرقاً شبه يومي في مختلف المناطق اللبنانية من دون أي رادع، وكان آخر هذه الخروقات استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي منزلا في سهل بلدة طاريا غربي بعلبك.
وفي الوقت الذي لم تحرك الدولتين الضامنتين لهذا الاتفاق واشنطن وباريس ساكناً فان هذه الغارة تمثل تصعيداً خطيراً قد يهدد الاتفاق الذي على ما يبدو ما زال اتفاقاً هشاً وهو ينذر بتداعيات على الساحتين اللبنانية والاقليمية.
ووفقا للأحصائيات فقد ارتكبت اسرائيل حتى يوم امس 296 خرقا منذ بدء سريان وقف اطلاق النار ، وقد اسفر ذلك عن استشهاد 32 شخصا واصابة 38 بجروح
وعدا عن ذلك فان العدو الاسرائيلي يقوم يوميا بتدمير المباني في العديد من القرى، كما انه يرفع السواتر بين القرى والبلدات والمدن من دون أي رادع أو أي صرخة صوت رفع عتب ممن يتشدقون بالسيادة والحرية والاستقلال أو حتى الدول الضامنة ولا المنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن، ووصل الأمر بالاستفزازات الاسرائيلية الى قيام جيش العدو برفع العلم الاسرائيلي في اكثر من مكان ووصلت به الوقاحة الى رفع العلم الاسرائيلي على احد المواقع الذي كان تابعا للجيش اللبناني بين بلدتي البياضة والناقورة ، وقد حصل ذلك عند وجود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المنطقة خلال الجولة التي قام بها لعدد من مناطق الجنوب.
كل ذلك يقودنا الى القول بأن اتفاق السابع والعشرين من تشرين الثاني بات في مربع الخطر بفعل الممارسات العدوانية الاسرائيلية ، التي لا تعطي أي اعتبار للقرارات الدولية منذ اغتصاب فلسطين الى اليوم، في ظل غياب شبه كامل للأمم المتحدة التي باتت أداة طيعة بيد تل أبيب التي قام ممثلها في أحد الجلسات التي كانت مخصصة لبحث الوضع في غزة الى تمزيق ميثاقها أمام مرأى ومسمع دول العالم ، وهو ما يعني ان دور لجنة مراقبة الهدنة سيبقى دوراً ثانوياً من دون أي مفاعيل ملزمة لاسرائيل ، وهذا الأمر يشرع الأبواب على طرح سؤال جوهري عن جدوى وجود الأمم المتحدة في عالمنا ، طالما ان تنفيذ قراراتها يقف على عتبة المصلحة الاسرائيلية؟.
ووسط هذا التعامل السيئ من قبل اسرائيل مع قرار وقف النار من جهة، والتوغل الاسرائيلي المتمادي في الاراضي السورية بعد الزلزال السياسي الذي ضرب هذا البلد وأطاح بنظامه من جهة ثانية، بدأ القلق ينتاب اللبنانيين من عودة الحرب بعد انقضاء الستين يوماً لاتفاق الهدنة ، وهذا القلق ناجم عن الخروقات الاسرائيلية المكثفة والتي تترافق مع حركات استفزازية شبه يومية على أرض الجنوب ، إضافة الى الوجود الاسرائيلي على الاراضي السورية والذي من شأنه أن يقلب موازين القوى لصالح العدو بعد قطع شريان الدعم الاساسي للمقاومة على مستوى التسلح، وقد وصل الأمر ببعض الناس الى التريث في ترميم منازلهم أو إعمار بيوتهم المهدمة بانتظار انقضاء مهلة الشهرين المحددين للهدنة ومعرفة ما اذا كانت اسرائيل ستلتزم بتنفيذ وقف النار كاملا والانسحاب من المناطق اللبنانية المتواجدة بها أم لا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى