أبرزرأي

“حجة ما بتقلي عجة”

باسم المرعبي – ناشر موقع “رأي سياسي”:

منذ عدة سنوات ترسخ في أذهان الناس نغمة هيمنة “حزب الله” على الدولة، التي اتخذها سياسيون كثر “شمّاعة” لتبرير تقصيرهم الفاضح أمام الرأي العام، إذ وعند اخفاقهم في أي استحقاق، أو عندما كانوا يريدون التهرب من خدمة الناس، كانوا يقولون أن “حزب الله” من خلال هيمنته “ما بيخلينا نعمل شي”.
لا نقول هذا بالتأكيد دفاعاً عن “حزب الله”، ولكننا نود القول، ان هذه المعزوفة انتهى مفعولها بعد الحرب الأخيرة وما انتهت اليها من نتائج، وهذا يعني أن التلطي وراء هذا الموضوع لتبرير التقصير، أو عدم القدرة على القيام بالواجب لم يعد يجدي نفعاً، وبات على المسؤولين السياسيين خصوصاً نواب الأمة أن يقوموا بما يملي عليهم واجبهم، أو الاستقالة من مواقعهم والإفساح في المجال امام من لديه قدرة على لعب دوره خدمة لمجتمعه وبلده.
ففي الوقت الذي نرى فيه مناطق وقرى مهمشة وخصوصًا في مناطق الشمال، وغياب تام للعديد من الخدمات، بحجة ان نواب هذه المناطق لا يستطيعون القيام بواجبهم لهذه الناحية نتيجة هيمنة “حزب الله” على الدولة، نرى في المقابل مناطق أخرى تزدهر فيها الخدمات، وحاصلة على حقها في الإنماء ، من دون أي دور للحزب على أي مستوى لا بل ان البعض منها كان يشهد خلافات عامودية وأفقية مع الحزب، وهذا إن دّل على شيء فانه يدل على تقاعس متعمد من نواب المناطق المهمشة والتي تفتقد الى الكثير من المشاريع الخدماتية والإنمائية على كافة المستويات، ولا يقتصر ذلك على النواب وحدهم بل هناك ايضا الكثير من المسؤولين السياسيين وغير السياسيين يتحملون ايضا هذه المسؤولية .
وعلى مسافة ثلاثة اسابيع من انطلاق عملية الانتخابات البلدية والاختيارية، (في حال لم يطرأ ما يؤخرها) نأمل من نواب الذين يمثلون قرى الأطراف وفي منطقة الشمال عموما،أن يلعبوا الدور المنوط بهم على المستويين الخدماتي والانمائي، لأن مسألة الهيمنة في ظل العهد الجديد، والحكومة الجديدة باتت “حجة ما بتقلي عجة”، فالشعب أصبح أكثر إدراكًا ووعيًا، ولم تعد تنطلي عليه هذه الحجج لتبرير الضعف أو التقصير، وبات لزاما على كل مسؤول أن يكون صريحاً مع كل من إئتمنه على أن يكون ممثلا له في البرلمان. فالإنتخابات النيابية قادمة والحساب بلا ريب آت، وسيحصد كل مسؤول ما زرعه على مدى السنوات التي كان فيها نائبا أو في سدة أي مسؤولية.
وهنا نلفت نظرهم ونقول لهم كفى هروباً الى الأمام، واقلعوا عن تبرير اخفاقاتكم والتفتوا الى هموم الناس، وقدموا اليهم ما يحتاجونه من إنماء وخدمات ، لعّل المساحة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية ما تزال مؤاتية وتستطيعون فيها تصحيح الخطأ ، قبل أن يأتيكم الرد المدوي والمزلزل في صناديق الاقتراع.
وأولى الخطوات التي يجب أن تقومون بها، هي عدم التدخل في الانتخابات البلدية والإختيارية، وعدم ممارسة النفوذ والضغوطات لكي تأتي النتائج على قياسكم وبما يؤمن مصالحكم، اتركوا الناس تخوض هذا الاستحقاق الانمائي بحرية، وأن يقرروا من سيمثلهم على المستوى البلدي والإختياري، وأي تدخل حكما سيرتد عليكم سلبا في الانتخابات النيابية، لأن الشعب شبع خطابات سياسية، ووعود عرقوبية، واللعب على وتر الطائفية والمذهبية، وهو يحتاج الى من يقدم اليه حاجاته الخدماتية والإنمائية.
أختم لأقول ان هذا الكلام غير موجه ضد أي طرف سياسي محدد، بل ما نقوله هو ما ينطق به الناس بعد سنوات طويلة من الوجع والحرمان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى