حجار: يكفي لبنان تضحيات وآلاما..
نظمت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، حفل افتتاح معرض الميلاد وإنارة القرية الميلادية في ” “القرية الزراعية” في سهل بعلبك، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هيكتور حجار، وحضور: النائب سامر التوم، العميد الركن جرجس الصحيح قائد اللواء السادس ممثلا بالعميد الركن ادغار مرقص، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي ممثلا بالشيخ رائد طلوزي، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران انطونيوس الصوري ممثلا بالأب يوسف المر، مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة “أمل” بسام طليس، الدكتور ايمن زعيتر مسؤول مكتب الشباب والرياضة في البقاع الدكتور أيمن زعيتر، وفاعليات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية.
وتحدث الوزير حجار فقال: “قد يكون عيد الميلاد يوماً للاحتفال أو للصلاة، ولكنه سيكون دائماً يوماً نفكر فيه بحبنا لبعضنا وأرضنا وراية وطننا. سلام عليكم يا محبي السلام من مدينة الشمس مهد الثقافة ومدينة التحرير والمقاومة ومعقل التعايش والسلام، نحتفل اليوم وللمرة الثانية على التوالي لنضيء شجرة العيد نحن الذين نسعى طوال أيامنا لإضاءة شمعة فرح وبصيص نور في حياة اللبنانيين جميعاً”.
وتابع: “إن وقوفنا اليوم هنا هو للتأكيد على القيم الروحية في هذه المنطقة وللصلاة من أجل السلام بمواجهة الموت، السلام بمواجهة القتل والتشريد، السلام بوجه التصفية العرقية، السلام بوجه قتل الأبرياء والأطفال، ترانيم السلام بوجه أزيز الرصاص وهدير المدافع”.
وأكد أن “وطننا بحاجة ماسة للسلام، نحن الذين نعاني معاناة الحرب ويستشهد من شبابنا يومياً لمواجهة الاحتلال وردع العدوان، يكفينا ويكفي لبنان تضحيات وآلاما، أضف إلى كل الأزمات التي حصلت والتي ابتدأت مع أزمة كورونا، مروراً بالأزمة الاقتصادية النقدية دون أن تنتهي بانفجار المرفأ وصولاً إلى الحرب في الجنوب والتي لا أحد يعلم حدودها، فأين المجتمع الدولي من كل هذا ، ليأتي اليوم ويطالعنا بنيته تخفيض المساعدات التي يقدمها للمجتمع اللبناني، في الوقت الذي يتطلب منه نصرة الشعب اللبناني في الحروب التي تُشن عليه تارة تحت مسمى النزوح، وطوراً بالفوسفور والمدافع، بهدف إخضاعنا. أقصى ما نخشاه هو أن نكون قد وضعنا تحت حصارين أولهما اقتصادي ومالي وثانيهما حربي ومدفعي”.
وأضاف: “للمساومين وتجار الحريات نقول لا مساومة على ملف النزوح السوري طالما هناك نبض في عروقنا، وللمساومين أيضاً نقول: لا مساومة على هويتنا اللبنانية وتنوعنا وثقافتنا، فنحن شعب مقاوم في كل الظروف وكل الملفات، فإذا كان لا بد من تخفيض المساعدات فلا عيب في ذلك، ولكن شرط أن يترافق هذا التخفيض مع إيجاد الحلول المناسبة للملف السوري، إما بإعادتهم إلى وطنهم النهائي أو بفتح باب التوطين في بلد ثالث، وكل كلام خارج هذا الإطار عن تخفيض المساعدات للبنانيين ليس إلا إجحافاً وظلماً بحقهم. أما للساعين لإعمال مخططاتهم وأجنداتهم على أرضنا تحت شعار الخدمات الاجتماعية والحقوق الانسانية، فلهم أيضاً نقول: عبثاً تحاولون العمل خارج إطار وزارة الشؤون الاجتماعية، فلا يمكن لأي برنامج أو خطة تحت مسمى المساعدة الاجتماعية أن تمر دون أن تتوافق مع السياسات العامة والاستراتيجية المرسومة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية”.
وختم حجار: “إنه عيد السلام، وعيد المحبة، ونحن نتمنى أن يكون لهذا العيد ارتداداته الايجابية على كل أب وأم وطفل لبناني، على كل أرملة ويتيم ومشرد ومعوق، على كل فقير ومريض ومتألم ونجدد عهدنا أمامكم وأمام الشعب اللبناني بألا نتخلى عن مسؤولياتنا ولن نساوم على المصلحة اللبنانية العليا. على أمل لقائكم دائماً في مناسبات الفرح والاحتفال، أطلب من رب السلام أن يشملنا جميعاً بسلامه ويجنب لبنان والمنطقة ما هو أكبر وأعظم، وأن يكون لنا في هذا العيد قرب الأصدقاء، وراحة الوطن، ووحدة أمتنا، فعيد الميلاد سيكون دائما ما دمنا نقف من القلب إلى القلب ويدا بيد، متمنياً لكم عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة ملؤها السلام والصحة والنجاح”.
وبدوره قال مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس: “للسنة الثانية على التوالي نفتتح القرية الميلادية على أرض القرية الزراعية في بعلبك، وما بين الميلادين شهدنا وحققنا العديد من الإنجازات والمشاريع والكثير من الميلادات. على مستوى الجمعية ولد الكثير من الأنشطة تحت شعار خدمة الانسان والمجتمع وذلك في استراتيجيتنا المرتكزة على الحوكمة وبناء السلم الاهلي والتمكين الاقتصادي، منها استكمال المرحلة الثانية من الحاضنة الصناعية الزراعية، ثانيا افتتاح فرع للجمعية في زحلة ومن أهميته جغرافيا أننا نتحدث ونعكس في عملنا هويتنا الوطنية، بالمواءمة ما بين الفكر والجغرافيا، وتوسعت كلمة “نحن”، نحن الناشطون ونحن اللبنانيون، إذ ان هدفنا ان يكون كل اللبنانيين على كلمة واحدة. كما كانت هذه السنة زاخرة بالافكار والتجارب وبنينا شراكات مع عدد من الوزارات منها وزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية ومع العديد من منظمات المجتمع الدولي”.
وأشار إلى أنه “تم تقديم عدد من الخدمات الزراعية لحوالي 3556 مزارعا، تأمين حوالي 1200 وظيفة، تدريب 1000 شاب وصبية، وتامين عمل ل 700 أستاذ. كل ذلك يدل على اننا حاضنة صناعية واجتماعية لهذا المجتمع بالشراكة والتعاون معكم”.
وأضاف: “رغم الظروف الصعبة التي تواكبنا منذ عشرات السنين، علينا أن لا نخاف أو نستسلم، هنا على هذه الأرض أحيينا القرية الميلادية والقرية الرمضانية، ونصر على الفرح وعلى الاجتماع والتشارك، ندرك أننا يجب أن لا نورث الخلافات التي ورثناها عن أهلنا”.
وختم اللقيس: “نوجه اليوم رسالة الميلاد ورسالة المحبة والسلم الاهلي، ونفتخر باستقبالكم وباستقبال الوزير الحجار، وندعو الجميع لمشاركتنا احتفالنا مع أسرهم وأصحابهم، فالأنشطة والفعاليات التي ستقدم هنا لمدة عشرة ايام مساحة تساعد الجميع على تحسين الصحة النفسية لأولادنا وشبابنا، فهذه القرية قريتكم ننتظركم لنفرح سويا”.