رأي

حتمية الانتصار الفلسطيني

كتب د. حمود الحطاب في صحيفة السياسة.

لغة الحتمية لغة ماوية في معارك وحروب الصين، الداخلية والخارجية، وأستخدم هذه اللغة اليوم، لكن بالآداب الاسلامية الدينية مع الله، فأقول: إن شاء الله، وهي تعني الحتمية، اذا شاء الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون.
فلماذا الحتمية في انتصارات الشعب الفلسطيني على الصهاينة في فلسطين؟
الحتمية جاءت من مقدمات عدة منطقية صادقة بالمعنى الصدق المنطقي؛ والصدق العقلي:
فالعدو الصهيوني في قتاله ضد الفلسطينيين لا يدافع عن قضية حق له، ولا يدافع عن وطن مسلوب به؛ فكيف تكون به تضحية، وشجاعة، وحماسة للقتال، وقد ربطوا انفسهم يوما بالجنازير داخل الدبابات.
والصهيوني لا يدافع عن دين حين يقاتل ضدالفلسطينيين؛ والصهيوني لا يقاتل ضد الفلسطينيين من اجل كرامة، ولا مقدسات؛ فلقد اتضح للصهاينة كذبة الارض الموعودة، وكذبة هيكل سليمان، وكذبة تاريخية الارض التي زعموا.
وبعكس ذلك يقاتل الفلسطيني من أجل ارضه، ومدرسته، وحيه، وبيته، ومدينته التي اغتصبها منه اليهود، بمساعدات دولية وخيانات عربية.
والفلسطيني يقاتل من أجل قضية حق مكتسب… حق قديم؛ وطن مسلوب وحرية مسلوبة، والفلسطيني يقاتل من أجل كرامة سلبت وأرواح شعبه التي ازهقت؛ شعبه وأطفاله وأمهاته وأبنائه وإخوانه وأخواته.
والفلسطيني يقاتل من أجل مقدساته، فثالث الحرمين هو المسجد الاقصى، مسرى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ فأي سلاح فتاك، وطهر جبل جبار يسنده اقوى من هذه الاسلحة الفتاكة التي تقاتل معه.
ثم إن الفلسطيني موعود من الله إن هو اعد العدة، وأخلص لله في الدفاع عن حقه ودينه فإن الله سينصره؛ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
والفلسطيني موعود من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه سينتصر على يهود وبينه وبينهم نهر الاردن. هو تنبؤ نبي وليس خرص الكهان؛ وسيأتي وعد الله قريبا.
الحتمية في انتصار الفلسطينيين لهما مقوماتها، واركانها، المنطقية والدينية، وقد ضحى الفلسطينيون بالغالي والنفيس من أجل تلك المبادئ التي ذكرناها، فكيف يبيع تضحياته بعد كل ما ضحى، فلذلك فإن ارادة القتال الفلسطينية هي اليوم اقوى ساعدا، فلقد كسرت كل الحواجز الصعبة لتصل الى هذه القوة الجبارة، والتي لا تزال تعطي بسخاء في ارض المعركة واصعبها، وهو حاجز قديم قد سد عن الفلسطينين كل منفذ للبداية، الا وهو حاجز الخيانة الداخلية، خيانة العرب بعموم لقضيتهم الكبرى، قضية احتلال الصهاينة لأرضهم ارض المقدسات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى