حاصل رابع للقوّات في “دائرة باسيل”؟
كتبت ملاك عقيل في “اساس ميديا”:
لم تعد معركة التيار الوطني الحر في دائرة الشمال الثالثة “حماية” مقعد جبران باسيل، بل منع القوات اللبنانية من وضع يدها على الحاصل الرابع أو “الكسر” الذي قد يمكّنها من نفخ كتلتها بنائب إضافي في دائرة البترون-بشرّي-زغرتا-الكورة.
واقعٌ يحتّم على القوات أوّلاً الفوز بمقعدَيْ بشرّي ومنع وليم طوق من الخرق، ثمّ الفوز بمقعد البترون الثاني.
يستبعد العونيون تسجيل معراب هذا الانتصار في “دائرة” باسيل، لكنّهم يتحسّبون لكلّ الاحتمالات، بما في ذلك احتمال حدوث خرق تكون بطلته إحدى لوائح المعارضة.
تفيد معطيات أنّ مساعي حثيثة بُذلت في السابق لجمع التيار الوطني الحر والمردة على لائحة واحدة لكنّها فشلت
ستّ لوائح
قدّمت لائحة “شمالنا” في دائرة الشمال الثالثة درساً لقوى التغيير والمعارضة في كيفية صياغة تحالف متماسك تسبقه انتخابات تمهيدية داخلية، تحضيراَ لخوض معركة قد تكون الأهمّ والأكبر على امتداد الدوائر الانتخابية. وذلك بعدما رُصدت كأوّل لائحة تُسجّل في وزارة الداخلية على مستوى لبنان، والأولى على مستوى المعارضة في الشمال الثالثة.
إثر ذلك فرّخت ستّ لوائح، على رأسها لائحة التيار الوطني الحر (رح نبقى هون)، ولائحة القوات (نبض الجمهورية القوية)، ولائحة المردة (وحدة الشمال)، ولائحة الكتائب بالتحالف مع ميشال معوّض ومجد بطرس حرب (شمال المواجهة)، إضافة إلى لائحتَيْ المعارضة “قادرين نغيّر” و”وعّي صوتك”. في مقابل تسجيل 11 لائحة في انتخابات 2018.
ستعكس اللوائح الست تلك في “دائرة الرؤساء” مدى تبدّل المزاج الشعبي، خصوصاً المسيحي، على مستوى كثافة الاقتراع ووجهته مقارنة بنتائج 2018 حين حصد تيار المردة أربعة مقاعد والتيار الوطني الحر ثلاثة والقوات ثلاثة.
لكن لن تحجب كثرة اللوائح توقّع بعض النتائج، ومنها احتفاظ جبران باسيل بمقعده النيابي بعدما نال المرتبة الأولى في ترتيب الفائزين في انتخابات 2018 بهمّة التحالف مع تيار المستقبل وميشال معوّض. أمّا “المستقبل” فقد صار عمليّاً من الماضي باعتكافه، ومعوّض قفز إلى مركب الكتائب، والحزب القومي سيوزّع أصواته، بجناحَيْه، بين وليد العازار على لائحة التيار الوطني الحر وسليم سعادة على لائحة المردة.
في هذا السياق، تفيد معطيات أنّ مساعي حثيثة بُذلت في السابق لجمع التيار الوطني الحر والمردة على لائحة واحدة لكنّها فشلت، والدليل أنّ باسيل طلب من القيادي في التيار نعمة إبراهيم تقديم ترشُّحه للانتخابات، إضافة إلى الوعد بترشيح وليد حرب، وكانت كلّ الاحتمالات واردة بما في ذلك عدم ترشّح باسيل، لكن رسا الأمر أخيراً على افتراق الحليفين “السابقين”.
“حاصل” باسيل
على الرغم من أنّ التيار يخوض المعركة تقريباً وحده، تتقاطع المعطيات الانتخابية عند تأكيد بقاء باسيل نائباً حتى استحقاق 2026، فيما يلوّح قريبون منه بأنّه “سيحتفظ أيضاً بالمرتبة الأولى في ترتيب الفائزين”.
لن تحجب كثرة اللوائح توقّع بعض النتائج، ومنها احتفاظ جبران باسيل بمقعده النيابي بعدما نال المرتبة الأولى في ترتيب الفائزين في انتخابات 2018 بهمّة التحالف مع تيار المستقبل وميشال معوّض
يقول أحد مسؤولي الماكينة الانتخابية للتيار الوطني الحرّ: “لدينا في الدائرة حاصل فاصلة 5 أو 6. في الانتخابات الماضية حصلنا على ثلاثة مقاعد بمجموع أصوات للّائحة بلغ 33,342. وقد حصد باسيل وحدَه الحاصل من دون أيّ دعم بنسبة 39% من الأصوات التفضيلية (أكثر من 12 ألف صوت)، وتلاه على اللائحة معوض بنسبة 25% من الأصوات التفضيلية. والخرق ممكن في الكورة أو زغرتا، إلى جانب مقعد باسيل. وهذا مرتبط بنسبة الكسور التي تنالها باقي اللوائح. أما بالنسبة إلى معوّض فإنّه لا يملك الحاصل ومن غير المؤكد إذا تغيّر الوضع هذه المرّة. إذ نال في الانتخابات الماضية نحو 8 آلاف صوت، ونحن ساعدناه وليس العكس. أمّا بالنسبة إلى تيار المستقبل فقد أخذ باسيل ثلث الأصوات السنّيّة فقط في البترون، أي نحو 600 صوت بعدما طلب الرئيس الحريري من قاعدته التصويت لباسيل، ومرشّحنا آنذاك في الكورة جورج عطالله لم يصوّت له الناخبون السُنّة بل نجح بالكسر الأعلى”.
الدائرة التي تضمّ عشرة مقاعد مسيحية (البترون 2 موارنة، بشرّي 2 موارنة، الكورة 3 أرثوذكس، زغرتا 3 موارنة)، وبلغ الحاصل الانتخابي فيها 11,653 صوتاً في 2018، قد تحمل مفاجآت من العيار الثقيل. لكن ليس من ضمنها خسارة باسيل مقعده “الرئاسي”. مع العلم أنّ الدائرة تضمّ العدد الأكبر من المغتربين، و”صوتهم” سيكون مرجِّحاً في حسم نتائج اللوائح والمرشّحين. إذ تسجّل من زغرتا 8,315 مغترب، ومن البترون 6,564، ومن الكورة 6,122، ومن بشرّي 6,114.
احتمالات انتخابيّة
على صعيد النتائج يمكن توقّع الآتي:
في البترون: على الرغم من توقّع فوز باسيل في ظلّ الاستنفار الكبير لماكينته الانتخابية بخلاف المناطق الأخرى، إلا أنّ تصويت المغتربين قد يحمل مفاجآت. في حين تخوض القوات معركة لضمان فوز مرشّحها غياث يزبك. وبالتأكيد فإنّ فشل القوات في ربح المقعد الماروني الثاني قد يرفع من حظوظ لائحة “شمالنا” أو مجد حرب على لائحة الكتائب في الخرق، لكنّ الأمر مستبعد، وفق تقدير خبير انتخابي.
في بشرّي: إذا قُدّر للقوات أن تفوز بمقعد البترون، وهو أمر مرجّح، يُفترض أن تضيفه إلى مقعدَيْ بشرّي العائدين لستريدا جعجع التي حلّت ثانية في الصوت التفضيلي عام 2018، وجوزف إسحق. لكنّ ثمّة سيناريو يتحدّث عن احتمال أن يخرق وليم طوق، على لائحة المردة، لائحة القوات في بشرّي. وهو ما سيؤدّي إلى سقوط إسحق. لا سيّما أنّ فارق الأصوات بين المرشّحين في الانتخابات الماضية بلغ نحو 1,300 صوت فقط.
في زغرتا: تُجمع تقريباً كلّ المعطيات الانتخابية على فوز كلّ من ميشال معوّض وطوني فرنجية وإسطفان الدويهي بمقاعد زغرتا المارونية الثلاثة. وهذا يعني أنّ لائحة تحالف معوض-الكتائب-حرب لن تحصد على الأرجح سوى مقعد واحد هو مقعد رئيس حركة الاستقلال.
في الكورة: هنا تترجم المعركة الحقيقية في الشمال الثالثة، حيث إمكانية خرق “التغييرين” ممكنة، وحيث تسعى الأحزاب إلى نيل حواصل تحجز مقاعد في ثلاثيّة الكورة التي يشغلها حالياً نائب التيار جورج عطاالله وفايز غصن (متوفٍّ) وسليم سعادة (القومي على لائحة المردة). والحاصل الثاني للتيار الوطني الحرّ إذا حصل عليه، يرجّح أن يأخذه جورج عطالله مجدّداً. كذلك الأمر بالنسبة إلى لائحة معوض-الكتائب، التي قد تأخذ مقعداً في القضاء، إذا حصّلت الكسر الأعلى بعد الحاصل الأوّل. والقوات، الواثقة من نجاح نائبَيْها في بشرّي “تُنيشن” على حاصل في الكورة لمرشّحها فادي كرم، يكمّل فوزها المحتمل بمقعد البترون الثاني. أمّا المردة فيخوض معركة قاسية للاحتفاظ بمقعدَيْه في القضاء العائدين للنائب سليم سعادة والمرشّح فادي ميشال غصن.