جولة الحريري في البقاع الأوسط.
اعتبر الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري، ان “في غياب الرئيس الحريري الذي كان يجمع ويعمل على الحوار ومد اليد، نعاني من غياب المشروع الوطني، ونشهد على مشاريع فئوية وتقسيمية تهدد الوطن والصيغة في ظل ما نشهده من انقسام وتأزم سياسي واقتصادي وفراغ يتمدد على كل مؤسسات الدولة”.
الحريري بدأ جولة في البقاع الأوسط تستمر يومين، تخللتها أمس محطات شعبية في سعدنايل، تعلبايا، قب الياس، برالياس وحوش الأمراء، ولقاءات مع البلديات والمخاتير فيها، وزيارات لكل من محافظ البقاع كمال أبو جودة في سراي زحلة ومدعي عام البقاع القاضي منيف بركات في قصر العدل.
يرافقه في الجولة المنسق العام للبقاع الأوسط الريس سعد ياسين، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون البقاع علي الحاج، رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد البسط، رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي، عضو المكتب السياسي وسام الترشيشي، منسق عام قطاع التعليم العالي محمد الصميلي، منسق عام قطاع التنمية الاجتماعية محيي الدين الجمال، منسق عام النقابات العمالية والزراعية ماجد سعيفان، منسق عام الإعلام عبد السلام موسى، زياد أمين من مكتبه، وأعضاء من مكتب ومجلس منسقية البقاع الأوسط.
استهل أحمد الحريري جولته من سعدنايل، حيث لبى دعوة زياد علي الشحيمي الى فطور صباحي أقامه على شرفه، في حضور مخاتير سعدنايل وحشد من أبنائها.
وألقى صاحب الدعوة كلمة شدد فيها على “أن غياب الرئيس سعد الحريري مؤثر جداً، وادى الى اختلال في التوازن وتدهور على كل المستويات، وقد خلف فراغاً كبيراً وهو بالنسبة لنا أكبر وأهم من الفراغ الرئاسي، نظرا لما يشكله من مظلة امان وطمأنينة واستقرار وثقة”، مؤكداً “أن مكانة الرئيس سعد رفيق الحريري متجذرة في قلوبنا وعقولنا، ولا يمكن لأحد أن يملأ فراغه مهما حصل، ونحن بانتظاره كي نكمل معاً هذه المسيرة”.
ورد احمد الحريري بكلمة شكر فيها زياد علي الشحيمي والحضور من أهل سعدنايل على محبتهم ووفائهم وكلامهم النابع من القلب، ووعدهم بإيصال رسالتهم الى الرئيس سعد الحريري.
وقال “في غياب الرئيس الحريري الذي كان يجمع ويعمل على الحوار ومد اليد، نعاني من غياب المشروع الوطني، ونشهد على مشاريع فئوية وتقسيمية تهدد الوطن والصيغة في ظل ما نشهده من انقسام وتأزم سياسي واقتصادي وفراغ يتمدد على كل مؤسسات الدولة”.
من سعدنايل، توجه أحمد الحريري إلى سراي زحلة، حيث التقى محافظ البقاع كمال أبو جودة، وبحث معه في شؤون وشجون منطقة البقاع وما يعانيه القطاع العام من صعوبات وتحديات في هذه الظروف.
ثم انتقل إلى قصر عدل زحلة، حيث زار المدعي العام للبقاع القاضي منيف بركات في مكتبه، وأثنى على جهوده في هذه المرحلة الصعبة في تسيير عمل القضاء في البقاع.
وزار الأمين العام لـ”تيار المستقبل” رجل الأعمال رمزي الشحيمي في دارته في سعدنايل، حيث بارك له بالمولودة الجديدة، وجرى بحث في شؤون البلدة والمنطقة، قبل أن ينتقل إلى مقر بلدية سعدنايل، حيث بحث مع رئيس البلدية حسين الشوباصي وعدد من أعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة، في صعوبات وتحديات العمل البلدي في ظل الحصار المالي وتخلي الدولة عن مسؤولياتها، واصفاً رؤساء البلديات وأعضائها بـ”المقاومين والمخلصين لبلداتهم، نظراً لما يبذلونه من جهود في سبيل الخدمة العامة في هذه الظروف الصعبة”.
ثم توجه أحمد الحريري إلى قاعة المهندس منيب الشوباصي الذي قدم في حضور حشد من فاعليات البلدة، لمحة عن العلاقة الوطيدة بين بلدة سعدنايل وبيت الحريري، مؤكداً على “حاجة البلد الى الرئيس سعد الحريري”.
وتحدث أحمد الحريري عن ما قدمته سعدنايل لـ”تيار المستقبل” ومسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بقيادة الرئيس الحريري، وخاض في نقاش مع الحضور عن حيثيات تعليق العمل السياسي، واستمرار التيار في عمله مع الناس تحت سقف الالتزام بقرار الرئيس الحريري، وتحديات المرحلة المقبلة في ظل ما تعيشه البلاد من تأزم سياسي وانهيار اقتصادي.
ثم لبى أحمد الحريري دعوة محمد الحشيمي (أبو خليل) إلى غذاء تكريمي أقامه على شرفه في دارته في تعلبايا، في حضور مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، قاضي الشرع طالب جمعة، الوزير السابق محمود أبو حمدان، امين سر محافظة البقاع رواد سلوم، وحشد كبير من الفعاليات الدينية والسياسية والاجتماعية واهالي تعلبايا.
استهل اللقاء بكلمة الحشيمي (ابو خليل) الذي رحب بزيارة أحمد الحريري إلى تعلبايا، عارضاً لما تعانيه البلدة من صعوبات في ظل استقالة البلدية، ومطالباً أبنائها بالتعاون لإنمائها ومعالجة أزماتها. وأشاد بأداء منسق عام “تيار المستقبل” في البقاع الأوسط الريس سعيد ياسين وما يبذله من جهود في سبيل خدمة أهالي المنطقة، معتبراً أنه “رجل مناسب للمكان المناسب”.
وبعد كلمة لإمام بلدية تعلبايا الشيخ أحمد الحدري، ألقى مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي كلمة اعتبر فيها” أن لبنان ٢٠٠٥ ليس كما كان قبله، ونحن اليوم نريد أن تصمد، وأن تبقى مؤسساتنا ليبقى الوطن “، محذراً من مخاطر “ضرب عمل القضاء، وخسارة العدل والعدالة”، ومنوهاً بعمل “القوى الأمنية والمؤسسة العسكرية كضمانة للأمن والسلم والسلام”.
وأكد التصدي “لكل فكر يريد أن يخترق مجتمعنا”، معتبراً أن “أي فكر لا ينتمي الى الشرائع السماوية هو فكر غريب عنا ومنبوذ إلى يوم الدين”.
وفي الختام، ألقى أحمد الحريري كلمة شكر فيها مبادرة ابو خليل الحشيمي “أحد مؤسسي تيار المستقبل في البقاع، والصوت الصارخ لأجل تعلبايا”، مبدياً كل الاستعداد “للعمل على المساعدة في حل أزمات البلدة”.
وأكد أننا “مصرون على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وهي وصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي لا نساوم عليها مهما علت أصوات الطروحات التقسيمية، وعلى الجميع أن يعي أهمية المناصفة في بلد لا يمكن أن يقوم الا بجناحيه المسلم والمسيحي”.
من تعلبايا انتقل الأمين العام لـ”تيار المستقبل” إلى بلدة المرج، حيث زار رئيس بلديتها منور الجراح في دارته، واطمئن الى صحته، قبل أن يتوجه إلى منطقة حوش الامراء في زحلة، حيث لبى دعوة السيد سليم هدلا إلى لقاء مع الأهالي، جرى في خلاله النقاش في ظروف عمل التيار تحت سقف الالتزام بقرار تعليق العمل السياسي وتحديات المرحلة المقبلة.
ثم زار أحمد الحريري مقر بلدية قب الياس، حيث التقى رئيس بلديتها جهاد المعلم وأعضاء المجلس البلدي، حيث جرى استعراض الواقع والازمات التي تواجه العمل البلدي في ظل هذه الازمات الاقتصادية والسياسية وغياب الحكومة الاصيلة والفراغ الرئاسي، وانعكاسه على العمل البلدي.
ثم شارك في اللقاء الذي نظمته دائرة قب الياس في منسقية “تيار المستقبل” في البقاع الأوسط في أوتيل “الشوشان”، في حضور حشد من أبناء البلدة.
بعد تقديم من نهلة البقاعي، ألقى رئيس بلدية قب الياس جهاد المعلم كلمة شدد فيها على أن “لبنان يحتاج إلى دور الرئيس سعد الحريري في حل أزماته وإنقاذه”، مسجلاً “للرئيس الحريري تضحياته في سبيل الناس والوطن”، ومؤكداً أننا “بحاجة إلى عقلاء يغلبون مصلحة الوطن والمواطن على مصالحهم الخاصة، لا على شاكلة ما يحصل اليوم كما لو أننا في زمن نيرون روما”.
ثم تحدث رئيس دائرة قب الياس فادي الحلاق مؤكداً “أننا سنبقى أوفياء للرئيس سعد الحريري مهما بلغت التحديات”، تلاه إمام البلدة قاضي الشرع الشيخ عبد الرحمن شرقية الذي استذكر “الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يتكلم بهموم الوطن ويعمل لحلها دون تفرقة بين مسلمين ومسيحيين”، مشدداً على أن “رفيق الحريري لا ينساه لا الصغير ولا الكبير، ونحن نحفظ العهد والوعد، اما نجله سعد الذي اشتقنا اليه فهو سهم لبنان، وما تراجعة الى الوراء الا استعداد للانطلاق الى الامام بقوة أكبر”.
وفي الختام ألقى أحمد الحريري كلمة تحدث فيها عن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، معتبراً “اننا نحتاج إلى ارادات وطنية للانقاذ والقيام بإصلاحات”.
وشدد على أننا “لا نتعاطى الشأن العام بشعبوية، إنما بواقعية ومسؤولية تحت سقف التجربة الوطنية للرئيس الشهيد رفيق الحريري التي كان همها الأول والأخيرة كرامة الناس”.