جوازات سفر للخيول العربية في العراق
أصدرت السلطات العراقية المجموعة الأولى من جوازات سفر خاصة بالخيول. وهي أولى الدفعات من إجراء جاء بعد مطالبات استمرت لسنين من قبل المهتمين بالتربية والتجارة والتنافس في البطولات.
وبعدما كان أصحابها يواجهون صعوبة في الخروج من العراق مع خيولهم، باتت جوازات سفر الخيول الجديدة تتضمن أسماء الخيول، وأسماء أصحابها، والعلامات الفارقة، والعمر، والوزن، وبقية التفاصيل.
وكشفت مديرية زراعة محافظة بابل، جنوبي البلاد، عن إصدار جوازات سفر الخيول، في خطوة هي الأولى في المحافظة والبلاد.
وقال مدير زراعة بابل، ثامر الخفاجي، إنه “جرى إصدار دفعة أولى من الجوازات للخيول، تساهم في تسهيل حركتها من مكان إلى مكان آخر”، مبيناً في تصريحٍ صحافي، أنها “لأول مرة تحدث في بابل والعراق”.
وأضاف الخفاجي أن “الجواز يتضمن اسم الحصان، والعلامات الفارقة فيه، فضلاً عن اسم صاحب الحصان ورقم الحصان”، وأنه جواز سفر نظامي كي يعرف تبعية الحصان. ومُنحت الجوازات إلى أصحاب الخيول، حيث جرى إصدار أكثر من 50 جوازاً لحد الآن في دفعة أولى”.
ولفت إلى أن “هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع المربين على اقتناء الخيول العربية، باعتبار أن سلالاتها مميزة في العالم، وكذلك بهدف دعم الخيول من حيث توفير العلف لها، حيث يُمنح المربون الذين لديهم بيانات لخيولهم لدينا كميات من العلف لأجل دعمهم”.
جوازات سفر لخيول مميزة
تُنافس الخيول العراقية الدول العربية في أصالتها وبنيتها الجسدية وقوتها وجمالها، وأشهرها سلالة الصقلاوي والحمداني والعبية والدهمان والكحيلة والسويمة وأم عرقوب. وتشارك في السباقات والمزادات. وقد انتشرت خلال الأعوام الماضية محميات ونوادٍ لتعلم ركوب الخيل، بالإضافة إلى المشاركة في المسابقات.
وبحسب مسؤولين في وزارة الزراعة العراقية، فإن جوازات سفر الخيول الجديدة تعتبر وثائق رسمية صادرة من الوزارة، وهي تعريفية يجب أن تصطحب مع الفرس دائماً خلال تنقله، وأن يبرزها عند الطلب من قبل السلطات.
وبحسب بيان رسمي، فإن سلالات الخيول الموجودة، هي “العربية الأصيلة المسجلة في منظمة الواهو الدولية، واسمها الكامل world arabian horse organizaion، والعربية المحلية وتقسم إلى سلالة الثوربريد أو الإنكليزية، والسلالة المصرية، والسلالة الهجينة”. ويوجد نحو 7 آلاف رأس خيل في العراق ما عدا إقليم كردستان بحسب آخر إحصائية لعام 2023.
من جهته، قال السيّاس (لقب يطلق على مربي الخيول)، أحمد ناظم، إن “إصدار الجوازات للخيول العراقية يعني انفتاح العراق على سوق الخيول في دول الخليج والمغرب العربي، بالإضافة إلى تركيا”.
وستمنح الخيول العراقية أهمية بالغة، لأنها قوية وجميلة، لكن كانت عقبات كثيرة تقف بوجه العراقيين في المزادات الدولية.
وأكد ناظم لـ”العربي الجديد” أن “الخيول العراقية تعد من أكثر خيول البلدان العربية جمالاً، لأنها تربت في بيئة ليست قاسية، وتعتمد على النباتات والأكل الطبيعي”.
وأكمل ناظم أن “هناك مئات الخيول العراقية من أنواع مختلفة يمكن لها أن تكون في الخارج، ويمكن بيعها أو المشاركة في مسابقات ومزادات ومهرجانات ومنحها الجوازات لتمثل العراق في الخارج”، موضحاً أن “السيّاسة وتجار الخيول في العراق اضطروا خلال السنوات الماضية إلى العمل داخلياً، أو في مجال الاستيراد فقط، لكن بات الآن تصدير الخيول العراقية ممكناً”.
بدوره، أشار عضو نادي الفروسية في بغداد، عمر آل، إلى أن “عملية إصدار الجوازات بطيئة، فقد بدأت بجهود حثيثة في بابل، لكن في بغداد لم يبدأ العمل بعد”، مؤكداً لـ”العربي الجديد” أن “الدولة ستكون أول المستفيدين من هذا القرار المتأخر، لأن الحركة التجارية والمسابقات ستعود على دوائر الثروة الحيوانية بالنفع، خصوصاً أن جميع الخيول مسجلة لديها”.
واستكمل آل حديثه بالقول “الخيول العراقية قادرة على أن تكون في مقدمة الخيول العربية، خلال مشاركتها في مسابقات دولية للخيول، كما أن الاهتمام بهذا القطاع سيؤدي إلى الحاجة إلى مزيدٍ من فرص العمل، كموظفين وأطباء بيطريين”.