جهاد بقرادوني: مصير لبنان مرتبط بالرئيس المقبل وكلام بري عن الحكومة توصيفاً للواقع المأساوي
رأى عــضـو تـكـتـل الجمهورية القوية النائب جهاد بقرادوني في حديث لصحيفة “الانباء” الكويتية ان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن تشكيل الحكومة بحاجة الى معجزة، وبالرغم من انه أتى متأخرا، الا انه سليم ويترجم الواقع المأساوي في البلاد، معتبرا بالتالي ان احدا ما كان ينتظر كلام الرئيس بري في هذا الإطار، ليتأكد ان عملية التأليف تدور في حلقة مفرغة، حيث استحالة تدوير الزوايا امام الشروط والشروط المضادة، وامام لعبة المحاصصات والمصالح، وامام الحسابات الرئاسية لفريق العهد وكل من يدور في فلكه «الممانع».
ولفت بقرادوني الى انه ليس بالضرورة ان ينعكس التعثر في تشكيل الحكومة، سلبا على الاستحقاق الرئاسي، اذ شتان ما بين آلية العمل على انجاز الملفين على اهميتهما الوطنية، وذلك لاعتباره ان عملية تشكيل الحكومة تحكمها وللأسف لعبة المصالح والاطماع والمحاصصة الحزبية حتى بين فريق السلطة، فيما الانتخابات الرئاسية محكومة بصراع مصيري بين خصمين لدودين، الأول سيادي مرتبط بأجندة وطنية، والثاني «ممانع» معني بتنفيذ الاجندة الايرانية.
ولفت ردا على سؤال، الى ان فريق ما يسمى بالممانعة، ربما حسم تحت الطاولة اسم مرشحه لرئاسة الجمهورية، وعلى الفريق السيادي بالتالي، ان يوحد صفوفه لمواجهته بكل ما أوتي من قوة برلمانية وسياسية وحتى شعبية، معتبرا انه وبالرغم من ان إمكانية تعطيل الاستحقاق الرئاسي قائمة في حسابات حزب الله وحليفه البرتقالي، الا ان القوى السيادية لن تتهاون في مواجهته، والاهم انها لن تساوم على ضرورة ان يكون للبنان رئيس سيادي يخرجه من النفق.
ولفت استطرادا الى ان أي رئيس للجمهورية من خامة العهد الحالي، سيزيد لا محال الشرخ في علاقات لبنان مع المجتمع الدولي، لاسيما مع دول الخليج العربي التي تشكل رئة لبنان الاقتصادية، معتبرا بالتالي أن معركة الرئاسة لا تتمحور فقط حول النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة العربية، انما ايضا حول استعادة الثقة العربية والدولية بلبنان، فنحن بحاجة الى رئيس يقول لا كبيرة لسياسة عزل لبنان عربيا ودوليا، ولسياسة استعمال لبنان واللبنانيين ورقة في لعبة الكر والفر بين ايران والمجتمع الدولي.
وعن تأكيد الرئيس بري بأنه لن يدعو الى جلسة انتخاب رئيس قبل انجاز الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي، أكد بقرادوني ان من عجز خلال ست سنوات عن اتخاذ اجراء إصلاحي واحد يتيم، لن يتمكن من إنجاز اي شيء خلال ما تبقى من عمر العهد الحالي، لاسيما واننا على مسافة امتار قليلة من الاستحقاق الرئاسي، معتبرا بالتالي ان كلام الرئيس بري في هذا الاطار يندرج في لعبة شد الحبال، خصوصا ان بري ملزم من الناحية الدستورية، بدعوة الهيئة العامة لمجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
وختم بقرادوني مؤكدا ان مصير لبنان مرتبط بمن سيكون رئيسا للجمهورية، فإما ان تكون المرحلة المقبلة، مرحلة مشرقة تعيد للبنان دوره الريادي في المحافل الدولية لاسيما العربية منها، واما ان تكون مرحلة سوداء يستكمل فيها ما يسمى بفريق الممانعة، عملية انهيار الدولة وزوال لبنان، ومن هنا تكمن أهمية توحيد الصف السيادي لمواجهة المشروع التدميري للكيان اللبناني.