جنوب أفريقيا.. تنتصر للإنسانية
كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.
في الوقت الذي لم تتجرأ فيه أي حكومة أو منظمة أو هيئة عربية على مقاضاة كيان محتل، تبنت دولة جنوب أفريقيا الدفاع عن قضية العرب الأولى فلسطين،
جنوب أفريقيا غير الناطقة باللغة العربية، ولا يجمعها تاريخ مشترك، لكنها دافعت وأصرت على مقاضاة مجرمين ينتهكون كل الاعتبارات الإنسانية تحت سقف الحماية الصهيونية وبعض المتخاذلين.
ففي فبراير من عام 2021 صدر القرار التاريخي من قضاة المحكمة الجنائية الدولية الذي يقضي بأنه لها ولاية قضائية على جرائم حرب أو فظائع ارتكبت في الأراضي الفلسطينية، حيث فتح هذا القرار المجال أمام تحقيق محتمل في الجرائم الإسرائيلية، وهو ما وصلنا إليه اليوم مع هذا البعبع الصهيوني الذي صُنِع خصيصاً للعرب، لمحو أمة بكاملها.. وفي الواقع يسجل لدولة الكويت، موافقة مجلس الأمة على حزمة من التوصيات بشأن الانتهاكات الصهيونية في قطاع غزة، منها ملاحقة رئيس وقادة الكيان الصهيوني العسكريين والسياسيين كمجرمي حرب أمام المحافل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وبرلمانات العالم.
(إسرائيل) التي بلغت فيها الوقاحة بأن تصف الفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية، ويجب عدم أنسنة هذا الشعب، هذا التوصيف الذي استُخدِم جهراً وأمام الإعلام، ومن أقلامهم تعرفونهم كتب المعلق الأمني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية يوسي ميلمان: “إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وافق عام 2014 على خطة للقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة مقابل تطبيع وسلام مع دول عربية، لكنه سرعان ما تردد في تنفيذها في ذلك الوقت لأنه أراد الحصول على التطبيع اولاً، ثم الانتقال إلى مرحلة القضاء على المقاومة لضمان التأييد والصمت العربي على جرائم إسرائيل، مشيراً إلى أن تلك الخطة وضِعَت في وقت كانت فيه إسرائيل وعلى كل الصعد أضعف بكثير مما كانت عليه عام 2014.. والواقع أن دولة الكيان المحتل تتعامل بردود فعل غير مسبوقة، حيث قامت بالاعتداء على متظاهرين إسرائيليين يطالبون بالإفراج عن أسرى غزة، وكل ذلك بعدما زادت الضغوط الدولية عليها وعلى أكثر من صعيد: اقتصادي، اعلامي،… الخ، وهو ما يترك الباب مفتوحا أمام أكثر من سيناريو لكنه يصب حتما في خانة الحرب حيث لا مفر لدولة الاحتلال إلا من خلالها مهما كانت الخسائر لأنها فعلياً هي الآن في ورطة فمثلاً أكبر شركة شحن صينية تعلق رحلاتها لإسرائيل، ترى لماذا؟ شركة عملاقة أخرى تعلن التوقف بعد أن ارتفع عبور الشحن الى الأراضي المحتلة ١٧٣ في المئة، علما أنها رابع خط ملاحي بالعالم لنقل الحاويات. وسوف تحذو حذوها شركات عالمية أخرى لأن أوروبا في تراجع اقتصادي مخيف، وهي التي تدفع ثمن هذه الحرب.