جمهورية المتسولين برئاسة المافيا السورية

إنها السادسة صباحا، سيارات تأتي من مناطق مختلفة من اطراف العاصمة وتنشر قوافل المتسولين والمتسولات من التابعية السورية ومن كل الأجناس و الأعمار، فليس من الصعب أن تجد متسولين يقفون عند تقاطع الطرقات واشارات السير وفي الساحة العامة وعند تقاطع الطرقات والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية أمام مرأى وسمع من بلدية بيروت ولا حياة لمن تنادي.
قد يظن الكثيرون أن هؤلاء هم مجموعة من المتسولين ينهشهم الفقر فيخرجون إلى الشوارع لإيجاد قوت يومهم على طريقة من مال الله، لا ياسادة إنهم مجموعة أو مجموعات من مكتومي القيد أو حاملي الجنسية السورية والذين لا يتصرفون على هواهم بل يديرهم المعلم الكبير السوري الجنسية ويمكن إطلاق عليه لقب مشغل الذي يحدد أماكن انتشار المتسولين والمتسولات وخلق عاهات مصطنعة لهم من أجل كسب عطف المارة والحصول على الأموال منهم.
ولم تنجح محاولات الجمعيات لتأهيل المتسولين من أجل أن يتعلموا مهنة ما. فقد يمكثون في الجمعية عدة أيام ثمّ يعودون إلى الشارع لأن التسول بالنسبة لهم له مردود أكبر.
وهناك أطفال متسولين تحولوا إلى مدمنين وهم لم يتجاوزوا الخامسة عشر من العمر، يستوقف المارة ويقول له أن والدته مريضة ومرمية في باحة المستشفى.
والآباء ذات التابعية السورية الذين يرسلون أبنائهم وزوجاتهم للتسول يرفضون الكثير من العروض من قبل الجمعيات التي يمكن ان تتكفل بإعادة تأهيلهم أو تعليمهم مهنة ما لأن التسول هي المهنة المفضلة بالنسبة إليه التي يجني من خلالها الأرباح والتي تمكنه من فرض سيطرته على أفراد العائلة.
وعقاب من يتمرد على المعلم الكبير أو المشغل يكون أقسى بكثير من عقاب الدولة لذلك لا يخشى المتسولون من الوقوع في قبضة الدولة فهي أقل ألمًا من غضب المعلم الكبير حيث تتعرض المرأة والطفل للضرب والتعذيب المبرح. ويعتبر التسول بالنسبة للكثير من النازحين السوريين ثقافة تربوا عليها، تحولت من عادة إلى مهنة متوارثة كوسيلة لكسب العيش في دولة محافظتها وبلديتها تنامان نومة أهل الكهف.