شؤون لبنانية

جعجع يُمهّد لانتقاله إلى الخطة “ب” الرئاسية

أخذ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، يُمهّد لانتقاله إلى الخطة ب الرئاسية، القاضية باستبدال مرّشح معراب الحالي النائب ميشال معوض بآخر.

عملياً، كلّما إبتعد “التيار الوطني الحر” سياسياً عن “حزب الله”، حاول رئيس حزب “القوات”، الإقتراب خطوة من جبران باسيل، على قاعدة التفاهم على مرشّح رئاسي، مع العلم أنه من المبكر إن لم يكن من الصعب الآن، دخول الطرفين في تفاهمات سياسية وفق أجندة مسيحية من أجل الإتفاق على إسم رئيسٍ للجمهورية.

أمرٌ من هذا القبيل لا تستبعده بكركي، التي زارتها عقيلة جعجع النائب ستريدا مؤخراً من أجل تقديم التهنئة للصرح البطريركي بالأعياد المجيدة. ومتى كانت الزيارة تحمل إشارات سياسية، فلا بدّ إذاً من طرح ملف رئاسة الجمهورية، إذ كرّرت ستريدا أن معراب “منفتحة إنطلاقاً من قاعدة التوازن”، وفهم أن التوازن المقصود يأتي من خلال التفاهم على معايير رئاسية متوازنة، يجري بعدها إسقاط الأسماء على المعايير.

عملياً، هي ليست المرة الأولى التي تقحم فيها معراب بكركي في ملف رئاسة الجمهورية. في ما مضى (قبل أسابيع قليلة) إشترطت معراب أن يقدم باسيل ما لديه رئاسياً كأفكار إلى بكركي، على أن تبادر الأخيرة إلى نقلها للأقطاب المسيحيين الاخرين، أي لمعراب تحديداً. جاء ذلك بعد ما تواتر لمعراب من رغبة لدى البطريرك الماروني بشارة الراعي بأن يدعو إلى جلسة حوار مسيحية – مسيحية هدفها إنتاج رئيس.

لم يقبل باسيل بالطرح طبعاً، فيما جعجع استفاد على قاعدة “إننا منفتحون رئاسياً”، وهو تحديداً ما حاولت ستريدا ترجمته في بكركي، مع إشارتها إلى وجود “آخرين يتمتعون بميزات تخولهم أن يكونوا رؤساء”. من يُجالس جعجع أو يزور معراب في هذه الأيام، لا ينكر أن جعجع يردد كثيراً إسم قائد الجيش جوزيف عون كمرشّح رئاسي محتمل، في مقدور معراب أن تسير به إن تأمّن له إجماعٌ مسيحي.

وقد فهم من هم على بيّنة من أمر جعجع، أنه يرمي بداية إلى “حشر” باسيل في إسم لا يرغب فيه من جهة، ورغبة منه في إيصال رسالة بأنه قادر على التخلّي عن التزاماته الرئاسية تجاه معوض، طالما أن الأخير لا تسعفه الأرقام، بمعنى أنه يستطيع، باستخدام قائد الجيش، أن يتموضع مع باسيل في نقطة واحدة برعاية بكركي للإتفاق على رئيس، من خلال إعادة استنهاض ثنائية مسيحية على أن يكون مركزها جعجع نفسه، في إستعادة لمشهدية 2016 حيث رميَ بالمسيحيين الآخرين بعيداً.

على أي حال، كان جعجع مبادراً في ما مضى لطرح ترشيح قائد الجيش، وقد أراد ذلك في سبيل تأمين التوازن مع “حزب الله”، أمّا اليوم فيريده معبراً لاتفاقٍ يجري تأمين ظروفه بهدوء، ولو أراد المعنيون إنكار ذلك. يبقى أن أكثر المتضررين مما جرى، هو معوض، الذي بلغته رغبات جعجع في إزاحته واستبداله بمرشّح آخر فور اختمار الظروف، وهو ما رأى فيه متابعون إقتراب نهاية شهر العسل بين الطرفين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى