جعجع: منظومة “الممانعة” و”التيار الوطني الحر” لعينة جداً!
أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “المنظومة لعينة ولعينة جداً، وهي لا تزال متماسكة، وإذا ما أردنا توصيفها اليوم، فهي كمثل أناس في الصحراء على شفير الموت يتمسكون بالحياة بكل قوتهم، هذه هي طبيعة المنظومة”.
ولفت إلى أن “المنظومة تتألف من جماعة “الممانعة”، بالإضافة إلى “التيار الوطني الحر”، فهؤلاء هم المنظومة الفعليّة، والأعضاء الدائمون فيها والقرار النهائي فيها يبقى دائمًا في يدهم”.
وقال: “علينا أن نواصل المسيرة حتى النهاية. البعض اعتقد أنه مع اتفاق وقف اطلاق النار وسقوط نظام الأسد، انتهى كل شيء. ولكن الحقيقة هي أن ذلك كان نهاية السلبيات لا اكثر، ولكنه في الوقت عينه البداية للإيجابيات. فالآن يمكننا القول أن الأرض الوعرة تم تسويتها بالشكل المطلوب للبناء عليها، ولكن البناء يتطلب جهداً كبيراً وسعياً، باعتبار أن المنظومة لا تزال موجودة كخفافيش الليل، تعمل في الظلام، وتحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة”.
وأوضح جعجع أنه “اليوم وبالرغم من الخلافات في وجهات النظر التي بدأت تظهر بين أعضاء المنظومة الأساسيين، تقوم هذه المنظومة بإعادة رص صفوفها، باعتبار أن الخلافات في وجهات النظر لا تهمهم كثيرًا. لذلك، نجدهم يرصون صفوفهم، ويعملون على التشبث أكثر من أي وقت مضى”.
وأشار إلى أن “المناسبة الأولى التي تحاول المنظومة تأكيد استمرارها فيها هي انتخابات رئاسة الجمهوريّة، لذلك تعمل وراء الكواليس وفي الغرف المغلقة لمحاولة تهريب رئيس بالحد الأدنى من الخسائر”.
وقال: “الفرق هذه المرة أن الرياح العربية والدولية لم تعد مؤاتية للمنظومة. هذه المرة، هناك من يترقبها ويراقب كل حركة تقوم بها. وكلما حاولت أن تمد يدها إلى مسألة معيّنة يقوم بضربها على يدها”.
واستطرد جعجع: “للأسف، مجلس النواب الحالي، لا يسمح للقوى الحرّة بالتحرّك بشكل فعّال، ولكن وبالرغم من ذلك، نحن نعمل بما هو متاح”.
وشدد جعجع على انه “بالتأكيد، يمكنكم أن تستريحوا قليلاً. فكما قلت سابقاً، يومان أو ثلاثة من الراحة كافية. ولكن علينا أن نعود لمتابعة المسيرة. لم يعد بإمكاننا أن نستمر في العيش في ظل اللا دولة”.
وتناول جعجع في كلمته مسألة العيد، حيث قال: “عيدنا هذا العام ليس كالأعياد السابقة، فبكل صراحة، يمكنكم أن تعيّدوا بارتياح، بارتياح، بارتياح، لكن لا تطيلوا الأمر. يومين أو ثلاثة أيام بحد أقصى، إذ يجب أن نعود لنكمل عملنا”.
واستطرد جعجع: “كان هناك ضبع يجلس هنا وأسد يجلس على كتفنا هناك، هذه كانت وضعيتنا في السنوات الثلاثين الماضية”.
وتابع جعجع: “أنا لا أحب التبجح، لكن أنتم، يحق لكم أن تعيّدوا. لأن حركتنا التي بدأت في العام 1975، استمرّت في النضال مرتكزةً على الإيمان فخسب. هل كان أحد يعرف يقين المعرفة الحسيّة أنه في وقت من الأوقات سيسقط نظام الأسد؟ كان نظامًا حديديًا، جائرًا جدًا. فهو فعلاً كان كما سُمي: نظام السجون والقبور. فعلى الأراضي السورية الخيارات كانت محدودة جداً، إما أن تكون في السجن، أو في القبر، أو تصفق للنظام. لا يوجد خيار آخر. ولكننا وبالرغم من ذلك كله لم نفقد إيماننا يوماً وبقينا وسقط هذا النظام”.
وأوضح جعجع أنه “يجب دائماً أن ننظر إلى الأمور تبعاً لمدى التاريخ، وليس تبعاً للمدى القريب أو مدانا نحن. كأن نقول: “لماذا لم يحدث الشيء الذي نعمل من أجله منذ ثلاثة أو أربعة أشهر؟”. لا. هذه ليست قياسات التاريخ. فقياسات التاريخ كما رأيناها، ونظام الأسد استغرق أربعين عاماً ليسقط. وأنا هنا لا أقول إن أي مسألة ستأخذ أربعين عاماً لكي تتحقق، وانما ما أحاول إيضاحه وتبيانه هو أن القضيّة الصعبة تحتاج وقتاً وإيماناً راسخاً وعميقاً”.
وتابع جعجع: “الأهم من ذلك كله، كيف استطعتم أن تحافظوا على إيمانكم طوال هذه الفترة من دون أن تكون هناك بوادر واضحة أمامكم أو أي بصيص نور؟ والجواب هو أن هذا هو الإيمان الحقيقي، أن تكملوا المسيرة بالرغم من الظلام الدامس. ولو قررتم عدم المضي قدماً، لما كنا هنا اليوم. لذلك، في هذه الأيام، لا أنفك أردد أينما ذهبت الآية الإنجيليّة: “طوبى للذين آمنوا ولم يروا”. وهذا هو جوهر الإيمان الحقيقي، أما من يقرر اعتناق هذا الإيمان الآن، بعدما أصبح الأمر واقعًا ملموسًا ورأيناه بأعيننا ونقوم بمتابعة تطوراته، فلا فضل له أبداً، ولكن طوبى لمن آمنوا قبل أن يروا بأننا سنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، واستمروا في الإيمان ليس منذ سنة، وسنتين، وخمس سنوات، وعشر سنوات، وعشرين، وثلاثين، وإنما منذ خمس وأربعين سنة. فـ”القوّات” منذ أيام الرئيس الشهيد بشير الجميل وحتى اليوم، كان هذا هو إيمانها، إيماننا، الذي لم يتزعزع في أي وقت من الأوقات، والآن نراها تحصد ما جناه هذا الإيمان، لذلك، لكم أيها الرفاق كامل الحق في أن تعيّدوا هذا العام بفرح كبير، لأنكم حافظتم على إيمانكم الذي يستطيع أن يُحرك الجبال، وفي نهاية المطاف هو الذي أسقط الجبال التي كانت تُعيقنا، وأوصلنا إلى حيث نحن الآن”.