شؤون لبنانية

جعجع: إذا حذفنا القوات فبشرفكم ماذا سيبقى؟

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “القوات” ليست مجرد حزب، بل هي تاريخ بحد ذاته”، متوجهاً للمنتسبين الجدد في الحزب بالقول: “ما يحدث اليوم ليس معاملة إدارية على الإطلاق. إنه يوم مميّز جداً في حياتكم. ومن لا يشعر بأن هذا اليوم استثنائي، عليه أن يعيد النظر في انتمائه، لأن هذا اليوم يشبه إلى حد كبير لحظة استلامكم بطاقة هويتكم الوطنية”.


كلام جعجع جاء خلال حفل تسليم البطاقات للمنتسبين الجدد، والذي أقامته الأمانة العامة للحزب في المقر العام في معراب.


وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول: “صراحة، القوات اللبنانية باتت تاريخاً قائماً بحد ذاته. أود أن أذكّركم جميعاً بأن في مثل هذا اليوم من العام الماضي، بلغ عمرنا الفعلي نصف قرن. ونصف قرن يعني تاريخاً حقيقياً، خصوصاً عندما تكون هذه الخمسون  عاما مليئة بالأحداث كما شهدناها منذ العام 1975 وحتى اليوم”.


ولفت إلى أنه “في مناسبة كهذه، أحتار من أين أبدأ، لأن القوات اللبنانية ليست مجرد حزب، بل هي تاريخ بحد ذاته. لقد استمعت إلى رفيقنا مارون عكر وهو يتحدث عن الفكر، وهذا أمر مهم جداً، لكنه يبقى جزءاً من تاريخ القوات اللبنانية. سمعت أيضاً الأمين العام يتحدث عن النظام الداخلي، وهو في الحقيقة تقدّم أُنجز خلال السنوات العشرين الأخيرة من عمر الحزب، لكنه يبقى مجرد إطار قانوني. أما القوات اللبنانية الفعلية، فهي تلك المجموعات من الشباب التي تكوّنت تلقائياً في العام 1975 للدفاع عن أرضها وقراها، من دون أي أهداف بعيدة أو نظرية، إنما كان فعلاً مباشراً، انتهى بنا إلى وجود حزب “القوات اللبنانية”.


واستطرد: “اليوم، أنتم تتسلّمون هوية جديدة. لم يُفرض عليكم ذلك، لا “بالخَلقة” ولا بالطبيعة، بل هذا خيار إرادي صرف. هذه الهوية التي تنالونها اليوم، ترتبط بدوركم في الحياة والتاريخ، وبموقعكم من العالم ومن مصيره”.


وقال جعجع: “هنا نصل إلى نقطة مهمة جداً: دوركم في الحياة. في الآونة الأخيرة، ليس في لبنان فحسب بل حتى في الغرب وكثير من دول العالم، تغيّر مفهوم الدور في الحياة. كثير من الناس، بكل أسف، أصبحوا يعيشون على هامش الأحداث، رغم أن حياتهم كلّها تتأثر بالأحداث. فكيف يعوّضون عن غياب هذا الدور؟ يعوّضون عنه بالتذمّر، وبالانتقاد. يكرّرون الشكوى. لكن أنتم تضعون أنفسكم في موقع التأثير على هذه الأحداث التي تؤثر في حياتكم. مثلاً، نعم، هناك من سرق أموالنا في المصارف، لكن لا يكفي أن نشتكي. المطلوب أن نتحرك، كي لا يعود أحد ليسرق أموالنا وأموال الناس مجدداً”.


وقال: “النقطة الثانية هي مسألة التاريخ. نحن جميعاً هنا جزء من تراكم طويل من الأجيال. وبالتالي، أمامنا خياران: إما أن نعيش في صلب التاريخ ونكمل ما بدأه أجدادنا, أو أن نعيش على هامش التاريخ”.


وقال: “اليوم، الهوية التي تأخذونها هي قرار بالعيش في قلب التاريخ. هذه الهوية تعني أنكم لا يمكن أن تكونوا متفرجين على ما يحدث. يجب أن تدركوا أنكم اخترتم هذا الانتماء بإرادتكم. . لذلك أنتم تضعون “المحبس” لا في أصابعكم، بل في قلوبكم. هذا الالتزام سيرافقكم مدى الحياة”.


وتطرّق جعجع إلى دور “القوّات”، وقال: ” لتدركوا تماماً أين أنتم اليوم. إذا نظرنا إلى لبنان قبل ثلاثة أو أربعة أشهر وحذفنا القوات اللبنانية من المعادلة، فبشرفكم، ماذا كان سيبقى من لبنان؟ لا أعرف، لكني أعتقد أن الوضع كان سيتغيّر كثيراً”.


وشدد على أنه “بانتسابكم اليوم، أنتم تضعون في أيديكم مهمة عظيمة، ليست عبئاً، بل شرفاً. وفي نهاية المطاف، يمكن لكل واحد منكم أن ينام مرتاح الضمير، لأنه يقوم بما يجب أن يقوم به”.
واعتبر أن “في المجتمع نوعين من الناس: من يمرّون من دون أن يتركوا أثراً، ومن يتركون بصمة في كل مكان”.


وختم: “أهنئكم فرداً فرداً على انتسابكم، وأطلب منكم أن تكونوا أوفياء لهذا الانتساب حتى اللحظة الأخيرة، كما كان رفاقنا الأوفياء منذ خمسين سنة حتى اليوم، أولئك الذين وصلوا إلى الاستشهاد، أو الإصابة، أو السجن، أو تعبٍ كبير، أو أي مصير قدّره الله لهم. فلنبقَ دائماً في قلب الخير، وسأراكم تباعاً على هذا الدرب الطويل”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى