جزيرة ساو ميغيل.. شاي وحساء بحرارة البركان
تعد جزيرة ساو ميغيل أكبر جزيرة وأكثرها اكتظاظاً بالسكان في أرخبيل جزر الأزور البرتغالي، وتعتبر التلال الخضراء المتدحرجة أولى المميزات البارزة في الجزيرة، وهذه التلال لا تمنح الجزيرة لقبها «الجزيرة الخضراء» فحسب، بل إنها أيضاً مكان للمأكولات الشهية هناك، وتعد المناظر الطبيعية الخصبة التي تنتجها مناخات جزر الأزور الاستوائية وتربتها، موطناً لمجموعة مبهرة من الفاكهة والخضراوات ونباتات الشاي، أما تلك التلال فهي بقايا من أصول ساو ميغيل المتفجرة، إذ أعطى ثوران بركاني الجزيرة شكلها الحالي منذ 50000 عام.
لا تزال ساو ميغيل تنبض بالطاقة الحرارية الأرضية، في هيئة ينابيع ساخنة غنية بالمعادن و«الكلديرا» أي الجُفرة أو البحيرات البركانية المتدفقة، كما ابتكر السكان المحليون فناً في تسخير هذا المورد الطبيعي للاستحمام والشرب، والأهم من ذلك استخدامه للطهي.
تكثر البحيرات البركانية الضخمة في الجزيرة، بالإضافة إلى حقول الزهور النابضة بالحياة، والاستمتاع بأشهى المأكولات، منها حساء مطبوخ في «الكلديرا» وأشهى أنواع الأناناس في العالم، بالإضافة إلى الشاي البركاني.
تنجرف رائحة الكبريت الخفيفة في الهواء الطلق بالقرب من فتحات البخار في المنطقة، وهي ثقوب في الأرض تنبعث منها غازات وأبخرة ساخنة، إذ يقع هذا الحمام الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر على تلة تطل على فوهات بركانية ونهر أماريلا، ويضم الآن شركة تقدم تجارب تعليمية عن جزر الأزور وتذوق الشاي المحلي والعسل والأطعمة الشهية المطبوخة حرارياً، كما تختلف القوائم حسب الموسم والتوافر، ولكن العروض السابقة تضمنت كعك الراوند والحمضيات والموز، والبودنج اللذيذ، ودقيق الشوفان بالبهارات علماً أن جميعها مطهية بالبخار بدقة إلى حد الكمال داخل كالديراس فورناس.