أبرزرأي

جريمتا الضاحية وطهران..أمر عمليات اميركي والفعل اسرائيلي

حسين زلغوط, خاص – رأي سياسي:


من الطبيعي بعد عمليتي الاغتيال التي نفذتهما اسرائيل في الضاحية الجنوبية وطهران، ان يطرح السؤال المنطقي وهو هل اقتربنا من الدخول في حرب اقليمية واسعة، ام ان ما حصل لن يؤدي الى اندلاع هذه الحرب، لا الآن ولا في المدى المنظور؟


بداية لا بد من الاشارة الى ان الاسرائيلي تجاوز بفعلته هذه كل الخطوط الحمر ، وهو ما كان ليقدم على ذلك لو لم يكن هناك ضوء اخضر اميركي ، لا بل دور استخباراتي اميركي اساسي ومحوري لا سيما في ما يتعلق باغتيال القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر المطلوب اميركيا منذ العام 1983 بتهمة انه شارك في وضع مخطط تفجير مقر المارينز في بيروت ، وواشنطن كانت رصدت لمن يدلي بمعلومات عنه خمسة ملايين دولار.


وما من شك ان ما حصل في الضاحية وايران هو من نتائج زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة الاميركية ، حيث ان نتنياهو اقنع الرئيس جو بايدن بأن الفرصة مؤاتية اليوم لضرب الرموز الاساسية في محور المقاومة ، هذا المحور الذي في نظرهما يزعج اميركا واسرائيل على حد سواء ، وهذا يعني ان ما حصل هو بفعل أمر عمليات اميركي انما بتنفيذ اسرائيلي .


وفي هذا السياق اكد مصدر وزاري لموقع “رأي سياسي” أن جريمة الاغتيال في حارة حريك، تشكّل تجاوزاً كبيراً وحادّاً للقواعد التي تحكم حركة الميدان وتضبطها، والمقاومة لن تسمح بتكريس معادلات تكون فيها اليد العليا للاسرائيلي.
وشدد المصدر على ان الرد على الجريمتين أمر محسوم ، مع المحافظة على توازن الردع من دون اللعب على وتر وألحان العدو الاسرائيلي .


وعن مدى توسع رقعة المواجهة أجاب المصدر الوزاري بأن ذلك متروك للميدان ، وعلينا مراقبة ردّ فعل الحزب، والهدف الذي وضعه، وما ستؤول اليه الاوضاع في الساعات المقبلة.


وحول الزحمة الدبلوماسية التي شهدتها السراي بغية التهدئة جدد المصدر الوزاري التأكيد على أن الإعتداء سيُقابله رد حتمي، مهما كان مستوى التهويل والعروض والوساطات في هذا المجال، وتجارب “حزب الله “في المنعطفات الحساسة، يؤكد حقيقة أن قرار رد حزب الله وحجمه وأهدافه تحدده قيادة المقاومة، ولن يكون هناك أيّ أثر للوساطات ولا للوفود والرسائل التي توالت في هذا المجال، ولن يطول الوقت حتى تتجلّى هذه الحقيقة مرة أخرى في الردّ على العدوان الإسرائيلي.


وعن الضمانات التي قيل ان واشنطن قدمتها للبنان تؤكد ان بيروت والضاحية والمطار سيكونوا خارج نطاق اي هجوم اسرائيلي ، يسارع المصدر الى التأكيد ان “حزب الله” لا يثق بالوعود الغربية، وعدا ذلك فاننا لم نلحظ ان واشنطن قد بذلت جهوداً جدية لكبح إسرائيل ومنعها من القيام بأي عمل عدواني، وهي تقول شيء وتفعل الشيء المعاكس، لأن همها الوحيد هو المحافظة على أمن اسرائيل ، وهذا التوجه لا تخفيه الادارات الاميركية منذ قيام الكيان الغاصب.


وفي تقدير المصدر ان الجريمتين سيكون لهما تداعيات كبيرة على المنطقة برمتها، ويبدو ان تل ابيب من خلال ما قامت به تدفع بالمنطقة الى الحرب الواسعة، وهذه الحرب لا يهابها محور المقاومة الذي يدرس نوع وحجم الرد بعناية فائقة وهو لن يسمح لاسرائيل بفرض أي معادلات جديدة تكون اليد الطولى لها في هذه المعادلات، معتبرا ان الانتظار لن يكون طويلا لكي تحاسب تل ابيب على الجرائم التي تقوم بها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى